سليماني القتيل أخطر من سليماني الفريق.. مظلومية جديدة لإيران ولطميات سياسية للميليشيات التابعة لها
محللون: إيران تستثمر سياسيا في الأحداث وتتمدد بخبث وبخطى ثابتة، فهل يعي العرب أنها ستلتهمهم في بيوتهم؟
بدا لافتا هذا العام تضخيم إيران لذكرى مقتل سليماني، ابتدأت بتصريحات للمرشد علي الخامنئي تحدث فيها بأن سليماني القتيل هو أخطر من سليماني الفريق، تبعها إقامة فعاليات متعددة في العواصم العربية التي تتبع إيران، في استثمار سياسي للحدث.
فعاليات هذا العام بدت تتجه نحو توظيف مظلومية جديدة لتوسيع تمدد إيران ولا سيما في سوريا حيث شهدت العاصمة ومناطق وجود ميليشيات إيران فعاليات شملت استعراضات عسكرية وعلقت صور سليماني في الشوارع.
الخامنئي وإشارة البدء
وبعد أن أعطى المرشد الخامئي إشارة البدء بتضخيم فعاليات ذكرى مقتل سليماني قبل عامين، من خلال تصريح أدلى به وهو يجهش بالبكاء بأن سليمان القتيل هو أخطر من سليماني الفريق، حشدت إيران وميليشياتها لإقامة فعاليات في العواصم العربية التابعة لها مع سيل من تصريحات للمسؤولين الإيرانيين ابتداء من رئيسهم إبراهيم رئيسي الذي توعد بالثأر
حديث الرئيس الإيراني عن الثأر جاء بعد ساعات من إعلان القضاء في طهران تحديد 125 مشتبها بهم ومتهما في عملية الاغتيال في حين تعهد قيس الخزعلي أمين عام حركة عصائب أهل الحق العراقية بتنفيذ عمليات الثأر.
ناكروا الجميل
ومن جانبه طلب حسن نصرالله زعيم ميليشيا حزب الله من شعوب المنطقة اتخاذ موقف من مسألة اغتيال سليماني، إما مع الضحية أو مع القاتل، وقال إن من انتقد رفع صور سليماني ولا سيما على طريق مطار بيروت هو ناكر للجميل الذي قدمه سليماني للعرب.
ورأى رئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين أن إيران لم ترد عمليا على مقتل سليماني، ما يعني أنها عاجزة عن الثأر له، ولكن نرى بالمقابل شراسة من قبل إيران وميليشياتها على السوريين.
نصرالله وعقلية الولاء
وقال الأمين إن الفعاليات والتحشدات بذكرى مقتل سليماني كانت أكبر مما هي عليه في إيران، مشيرا إلى أن سليماني حظي في لبنان باهتمام كبير من قبل ميليشيات إيران ما يدلل على ذهنية الولاء المبني على ارتباط مصالحها مع المركز على أساس عقلية الولاء والتبعية.
وأضاف أن الاحتفالات والاستعراضات شكلت هروبا من قبل ميليشيا حزب الله من الإرباك الذي تعيشه على مستوى لبنان، مشيرا إلى أن قاسم سليماني لا يقدم ولا يؤخر بالنسبة لأزمات لبنان إلا أن الناس لم تعد تتعامل بجدية مع مثل هكذا بروباغندا.
لماذا تفاوض أميركا؟
وتساءل الأمين طالما إيران تعادي الولايات المتحدة وتريد الثأر منها لماذا تتفاوض معها إذا، وهل هذا التفاوض أخلاقي؟ ولماذا تضخيم الهالة حول سليماني ورفع صوره في لبنان وسوريا أكثر من إيران؟ وقال إن طرح مسألة سليماني بهذه الطريقة هي استغباء للناس ومحاولة اللعب على شعارات وبروباغندا.
وقال إن إيران استثمرت في فراغ تراجع البعد القومي العربي، كما استثمرت إسرائيل، وهناك حاجة لرافعة عربية لمواجهة مشروع إيران في المنطقة، ولا سيما أنها تواجه العرب بشكل أكثر شراسة عن مواجهة أي جهة أخرى.
مجرم وليس ضحية
ورأى الكاتب والصحفي حافظ قرقوط أن إيران استثمرت مقتل سليماني سياسيا من خلال جعله رمزا ونجما، كما استثمرت بالغرائز لكي تعتاد الناس على مشهد حضوره من خلال صوره وتماثيله باعتباره ضحية وليس مجرما.
وقال إن إيران تعيش على الخراب وأزمات الشعوب، من خلال توظيف كل ما يخدم مشروعها متسائلا هل يعي العرب أن إيران ستلتهمهم في بيوتهم، وأضاف من هنا تأتي خطورة تنجيم شخصية مثل قاسم سليماني.
إيران تتقدم بخطى ثابتة
وأضاف قرقوط للأسف إن إيران تتقدم بخطى ثابتة ومدروسة وتتمدد جغرافيا في العمق العربي، من خلال عقلية خبيثة ماكرة واللعب على الغرائز وتدمير الشعب من الداخل، وأيضا السيطرة على شعارات كبرى بهدف سحب الجمهور العربي إلى مشروعها.
الفعاليات التي أقامتها ميليشيا إيران بمقتل سليماني امتدت لتشمل العراق وسوريا ولبنان وقطاع عزة من خلال مهرجانات ورفع صور لسليماني، وعروض عسكرية كما في السيدة زينب بدمشق وإقامة نصب تذكارية عديدة له من بينها في نبل والزهراء في ريف حلب.