المنجمون والكارما والمحللون السياسيون نجوم رأس السنة على وسائل إعلام النظام
محللون: حضُّ النظام الأهالي على اليوغا والتأمل نابعٌ من إفلاسه.. ومخاطبتهم من خلال المنجمعين إهانة لهم
اعتادت وسائل إعلام النظام في ليلة رأس السنة استضافة محللين سياسيين للحديث عن التطورات فيما ينبري منجمون لبنانيون للبناء على التحليلات وبث رؤية تتقاطع مع الضخ الإعلامي للنظام حول ما سيحمله العام الجديد من تغيرات.
ماكان لافتا هذا العام هو نشر شخصيات محسوبة على النظام من بينهم خالد العبود وعمر الرحمون توقعات تعطي الأمل للسوريين في مناطق النظام، وأيضا انفراد قناة سما باستضافة شخص قدمته على أنه حكيم استنارة يمارس ما يعرف باليوغا والكارما ليدعم رأي محللي النظام بأن العام الجديد سيكون مختلفا على السوريين.
عام مختلف
وقال خالد العبود عضو مجلس الشعب في منشور عبر صفحته الشخصية في فيسبوك” أن السوريين سينسون في العام الجديد كل عذاباتهم والظروف التي مرّت عليهم، من حاجةٍ وعوز وضيق وظروفِ حياة سيئة جدا.
ومن جانبه قال عمر الرحمون عضو المصالحة إن سعر الدولار قبل نهاية العام الجديد سيتقلص إلى 1500 ليرة وسيتلاشى قانون قيصر رويداً رويداً وستخف العقوبات كثيراً
سنة خير
واستضافت قناة سما الموالية ليلة رأس السنة شخصا قدمته على أنه حكيم استنارة ويدعى نشأت مجد النور حيث قال إن سوريا ستنهض وستكون سنة خير ويعود جميع المهاجرين وسيتم الإعمار وباب النور والاستنارة سيفتح من سوريا.
ومن جانبها قالت المنجمة ليلى عبد اللطيف لقناة الجديد اللبنانية سوف يقوم الرئيس الأسد بحركة تغيير كبيرة ويتولى ملفات الفساد وملاحقة الفاسدين، وسنشهد مبادرات كبيرة لإعادة اللاجئين وهناك نهضة اقتصادية تحمل الحلول وزيادة الرواتب.
وقال المنجم ميشيل حايك أسماء الأسد أمام معادلة جديدة وستتصدر واجهة التحركات، كما سيتم تهميش قانون قيصر
النظام متخلف
ورأى الكاتب والروائي ثائر الزعزوع أن النظام يوظف الإعلام وحتى المسرح والأغاني خدمة لنهجه في الإطباق على الأهالي، مشيرا إلى أن التلاقي بين محللي النظام والمنجمين يندرج في هذا الإطار.
وقال الزعزوع إن السوريين يعيشون منذ عقود في ظل نظام متخلف يكذب في كل شيء ويحكم تحت شعار إرهاب الأهالي وتخويفهم بالقتل أو الاعتقال، وهو يمنع حتى أن يتنفس الناس ببضعة كلمات على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنه على الرغم من ذلك فإن الأهالي تجاوزوا آل الآسد.
وتساءل الزعزوع هل يستطيع النظام أن يعيد اللاجئين كما يقول خالد العبود أو المتنبئة ليلى عبد اللطيف وقال: إن هناك كثيراً من المناطق تسيطر عليها ميليشيات إيران ومن المستحيل أن يتمكن من مجرد الطلب منهم الانسحاب.
وأضاف الزعزوع أن كلام المنجمين بأن الغد هو أفضل لا يستند إلى حقائق في بلد يحتاج إلى 800 مليار دولار لإعادة البنى التحتية إليه مع وجود عشرة ملايين مهجر.
تخدير عقول الناس
ورأى الكاتب والمحلل السياسي حسن النيفي أن حض النظام الأهالي على اليوغا والتأمل نابع من إفلاسه وقال إنه يريد صرف أنظار الأهالي عن الأزمات التي أوجدها، من خلال ممارسة تخدير عقول الناس حيث يلجأ تارة للشعوذة وأخرى إلى اليوغا.
وقال النيفي إن مخاطبة النظام جمهوره من خلال المنجمعين هو استهتار وإهانة كبيرة لمواليه، مشيرا إلى أن تلاقي ما يقوله المنجمون مع كلام محللي النظام أو أبواقه يندرج في إطار بروباغندا إعلامية ممنهجة والنظام يتقن عمليات الفبركة.
وروج النظام خلال العام المنصرم لما يعرف في الهند ودول أخرى باليوغا والكارما وهما جزء من الحلول الهندوسية للمعاناة الإنسانية كما يقدمونها في حين تختلف تقاليد مجتمعنا وإرثه الثقافي والديني.
وكانت المنجم مايك فغالي توقع أن تتحول دمشق في العام المنصرم إلى باريس الشرق مع نهضة اقتصادية وتحسن في وضع الكهرباء وإلغاء التقنين مع ارتفاع قيمة الليرة السورية بحيث يصبح الدولار بـ 300 في حين قالت ليلى عبد اللطيف مع بداية انتشار فيروس كورونا إنه لن يصل إلى سوريا.