كيف مر العام 2021 على الأهالي في جبل الزاوية؟
الدفاع المدني السوري ساهم في نقل أهالٍ في جبل الزاوية وممتلكاتهم من أماكن نزوحهم إلى أخرى أكثر أمناً
شهدت منطقة جبل الزاوية جنوبيّ إدلب خلال العام الحالي، تصعيدًا عسكريًا من قبل قوات النظام وحليفته روسيا، ما أجبر أهالٍ على النزوح من قراهم تاركين خلفهم منازلهم وأراضيهم.
مضر أبو مصطفى عامل في وحدة الرصد في جبل الزاوية يقول لراديو الكل، إن أكثر ما يعيق حركات نزوح الأهالي هو طائرات الاستطلاع الروسية التي تقوم بدورها برصد أي تحرك على الأرض واستهدافه من قبل مدفعية قوات النظام، لافتًا إلى أن المراصد تستغل لحظات خلو الأجواء من الطيران لتخبر الأهالي عبر القبضات اللاسلكية بالخروج الفوري إلى خارج المنطقة.
خالد المحمد من بلدة البارة يتحدث عن تجربته بالنزوح واصفًا إيّاها بالمأساوية ويبين لراديو الكل، أنه تذّوق مرارة النزوح أكثر من خمس مرات باتجاه مناطق شمالي إدلب، لافتًا إلى أن رحلة النزوح الأخيرة هي الأكثر رعبًا له كونه سلك وعائلته طريقًا إلى خارج جبل الزاوية والقذائف تتساقط من حولهم.
أما أدهم السعيد من قرية معربلّيت في جبل الزاوية يؤكد لراديو الكل، أنه كان يأبى وعائلتهُ الخروج من القريّة لعدم قدرته على دفع تكاليف النزوح، مشيراً إلى أنه أُجبر وأفراد أسرته على النزوح بعد أن طال القصف أمتارًا قليلة من منزله خشية أن تصاب زوجته وأطفاله بالأذى.
وأضاف أنه نزح وأفراد أسرته عبر دراجته النارية إلى أحد المخيمات المحيطة بمدينة إدلب، منوهاً بأنه نقل في اليوم الثاني بعضاً من أثاث منزله خشية تقدم قوات النظام إلى المنطقة بشكل مفاجئ.
بينما عزّام روّاس، امتنع عن الخروج من قريته معرزاف في جبل الزاوية على الرغم من القصف الذي تتعرض له بين الحين والآخر، وأكد لراديو الكل، أنه أمّن عائلته بعيدًا عن القرية منذُ ستة أشهر إبّان التصعيد الكثيف لقوات النظام على المنطقة، وعاد إليها حتى يعتني بأرضه التي تُعتبر مصدر رزقه الوحيد.
في حين، يأمل عبد المجيد العمر من بلدة مرعيان عبر راديو الكل، أن تستقر الأوضاع في عموم منطقة جبل الزاوية وأن تنتعش بأهلها بعيدًا عن القصف وما يليه من نزوح وقتل، واصفًا الجبل في الوقت الراهن بـ “أرض يابسة دون ماء”.
وعن عمليات الاستجابة التي قامت بها فرق الدفاع المدني إبّان موجة نزوح الأهالي خلال العام الحالي، أكد فراس خليفة مسؤول المكتب الإعلامي في الدفاع المدني السوري لراديو الكل، أن فرقهم ساهمت خلال فترة نزوح الأهالي من منطقة جبل الزاوية بتأمين آليات لنقل مقتنيات منازلهم و إجلائهم من المنطقة الخطرة إلى المناطق الحدودية مع تركيا التي تعتبر أكثر أمنًا من غيرها.
وبلغ عدد النازحين من منطقة جبل الزاوية وسهل الغاب غربيّ حماة بحسب منسقو استجابة سوريّة نحو 61,781 مدنيًا إلى مناطق مختلفة آمنة خلال عام 2021.
وعلى الرغم من التهدئة التي تشهدها جبهات القتال بين قوات النظام وفصائل المعارضة في إدلب، يتخوف النازحون في القرى المحاذية لخطوط التماس من العودة إليها خشية من تجدد القتال، ليُصبح حلم عودتهم صعب المنال.