تراجع صناعة المنسوجات اليدوية في إدلب بعد ارتفاع أسعار الصوف
كرة الصوف الواحدة أصبحت تباع بـ 19 ليرة تركية
تراجعت صناعة المنسوجات اليدوية عند معظم النساء في محافظة إدلب بعد ارتفاع أسعار كرات الصوف مقارنة بالأعوام السابقة، ما جعل الكثير منهن يعزفن عن مزاولة المهنة أو يلجأن للمنسوجات القديمة وإعادة تدويرها.
وتعمل أم صالح إحدى النساء في مدينة إدلب على صنع ألبسة من النسيج لعائلتها منذ 15 سنة لكن العمل هذا العام ضعيف جداً بسبب ارتفاع الأسعار في الأسواق، بحسب ما قالته لراديو الكل.
إلهام مارتيني إحدى العاملات في مجال المنسوجات اليدوية في إدلب أيضاً تبين لراديو الكل، أنها تعجز عن شراء الصوف بعد أن وصل سعر الكرة منه إلى 19 ليرة تركية بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي ما أثر بشكل كبير على العمل بالنسيج، لافتة إلى أن لديها كمية قديمة من الصوف تستخدمها لإعداد قطع من المنسوجات حالياً.
رجاء العمر إحدى النازحات في مدينة سلقين تؤكد لراديو الكل، أن تكلفة نسيج الكنزة النسائية بلغت نحو 100 ليرة تركية، منوهة بأن أجور اليد العاملة تكون بتكلفة سعر كرات الصوف ما اضطرها لشراء منسوجات من محلات الألبسة المستعملة وإعادة تدويرها مجدداً.
هادي جبيلي صاحب محل لبيع الصوف في مدينة إدلب يوضح في حديثه لراديو الكل، أن فرق سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي جعل الإقبال ضعيفاً على شراء الصوف، لافتاً إلى أن الصوف السادة من أكثر الأنواع طلباً.
دلال البش مديرة مركز زمردة نساء مرعيان لتمكين المرأة ورعاية الطفل تقول لراديو الكل، إن المركز يقدم عدة مهن يدوية من أهمها النسيج على السنارة ويحظى بإقبال شديد كونه يؤمن دخلاً مادياً للمرأة وكسوة لأطفالها.
وتشير البش إلى أن عجزهم عن تأمين كرات الصوف في ظل ارتفاع الأسعار ونقص الدعم المقدم لهم إضافة إلى غياب كافة الألوان اللازمة والخيوط المطلوبة للعمل من أهم الصعوبات التي تواجههم.
وتقوم العديد من المراكز النسائية في محافظة إدلب بتدريب النساء على مهنة النسيج وتنظيم معارض للمنسوجات اليدوية بهدف تأكيد قدرتهن على الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ودفعت ظروف الحرب الكثير من النساء في المحافظة للعمل بمجالات مختلفة كالخياطة والنسيج والزراعة وغيرها من المهن لتحقيق مردود مادي يلبي احتياج عوائلهن وسط ظروف معيشية صعبة.