خفايا قصف إسرائيل مرفأ اللاذقية ..هل نسقت مع روسيا وما الهدف ؟
محللون: الحديث بأن هدف الغارة استفزاز النظام لإيجاد ذريعة لإسقاطه دعاية مضللة يسوقها النظام للموالين
عناوين متعددة حملها العدوان الإسرائيلي على ميناء اللاذقية وهي استهداف حاويات دون إلحاق أضرار ببنية المرفأ، تزامن القصف مع هبوط طائرة روسية في حميميم، خلو بيان النظام من تعبير تصدي الدفاعات الجوية، تركيز إعلام النظام على البعد الاقتصادي للغارات.
الحدث ضخم كما سرب النظام عبر مصادر التي قالت إن هدفه استِفزاز سوريا ودفعها إلى الرّد، الأمر الذي قد يؤدي إلى “غزو” إسرائيلي شامل وموسع، لإسقاط النظام، والقضاء كليا على الجيش والمؤسسة الأمنية، وخلط الأوراق في المنطقة برمّتها.
ورأى الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي أن غارات إسرائيل ليست لإيجاد مبرر لها من خلال رد النظام لكي تقوم بعدها بعمل عسكري بري في سوريا كما روجت مصادر النظام وقال إن تلك الرواية هي دعاية مضللة من جانب النظام درج على تسويقها مرارا وهدفها توجيه البوصلة نحو محور الممانعة بأنه الوحيد القادر على الرد.
وأضاف عاصي أن هناك تنسيقا بين روسيا وإسرائيل ليس في الغارة الأخيرة على المرفأ فقط، وإنما في جميع العمليات التي تقوم بها في سوريا، وقال إن عدم صدور تصريحات أو مواقف منددة بالغارة من جانب روسيا يؤكد هذا التنسيق.
وعدّ عاصي أن إسرائيل تتخوف من أن يتحول مرفأ اللاذقية إلى مركز للسلاح الإيراني أو لتصدير المخدرات، وتركيزها على المرفأ مرتين يدل على أنه بات بوضع متقدم بالنسبة لإيران.
ورأى الكاتب والمتخصص بالشؤون الروسية سامر الياس أن هناك تنسيقا إسرائيليا مع الجانب الروسي في إطار الخطوط الحمر التي رسمتها إسرائيل سابقا بعدم تزويد ميليشيا حزب الله بأسلحة من الممكن أن تهدد أمنها.
وقال الياس إن الجانب الروسي مستفيد من الضربات الإسرائيلية لجهة إبعاد إيران عن وجودها في حميميم، والنظام بدوره مستفيد أيضا لأنه لا يهمه سوى البقاء في السلطة وسيرد على السوريين في إطار ما يقوله استهدافه لعملاء إسرائيل.
وأضاف أنه على الرغم من النقاط الكثيرة التي يتفق عليها الروس مع إيران إلا أن هناك صراعا واضحا بينهما في سوريا بهدف السيطرة على أهم مفاصل النظام والحصول على موارد وحصص وأثمان لقاء دعمهما للنظام، ومن مصلحة روسيا إبعاد إيران عن بعض المكتسبات الاقتصادية التي حققتها.
وقال إن ما يتحدث به الموالين حاليا لجهة إعطاء روسيا ضوءا أخضر لإسرائيل يثير السخرية لأن الأمر بديهي ومعروف، مشيرا إلى أن لا تأثير لغضب هؤلاء على وجود روسيا في سوريا، فهي من يمسك بالقرار السياسية وتسيطر على القصر الجمهوري.
وخلافا للغارات الإسرائيلية السابقة، فقد سارعت إسرائيل إلى الكشف عن دوافعها وأعلن رئيس أركانها أفيف كوخافي أن الضربة دمرت كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية المتقدمة والاستراتيجية في حين توعد وزير دفاعها بيني غانتس بمواصلة التحرك حسب الحاجة لإحباط أنشطة طهران في سوريا.
روسيا من جانبها أعلنت على لسان نائب مدير مركز حميميم اللواء أوليغ جورافليوف أن قوات النظام لم تتصد للمقاتلتين الإسرائيليتين اللتين قصفتا اللاذقية بسبب هبوط طائرة روسية في مطار حميميم وقت العملية
النظام من جهته وإن خلا بيانه حول القصف من إطلاق مصطلح اعتاد عليه وهو تصدي دفاعاتنا الجوية للعدوان فإن صحيفة رأي اليوم القريبة منه والتي غالبا ما تنقل عن مصادره قالت إن الغارة على الميناء هي الأضخم وهدفها الحقيقي استِفزاز سوريا ودفعها للرّد، الأمر الذي قد يؤدي إلى “غزو” إسرائيلي شامل وموسع لإسقاط النظام، لكنها أكدت أن محور المقاومة لن يترك الأمر دون رد.