روسيا تمد ذراعها من حميميم إلى القامشلي وتبعث برسائل إقليمية ودولية
محللون: المناورات الروسية استعراض قوة ضمن سياستها الإقليمية
مناورات روسية هي الأضخم من حيث أنواع الأسلحة المستخدمة ولا سيما الطيران الحربي والمساحة التي امتدت من حميميم إلى القامشلي، جرت في ظل ظروف احتقان وانسداد في الحل السياسي، ونقل الولايات المتحدة جزءا من قواتها من العراق إلى شرق الفرات، وإعلان تركيا شروطا للانسحاب.
وإن كانت هذه المناورات ليست الأولى إلا أنه وفي ظل اعتياد روسيا على توجيه رسائلها السياسية من خلال ضجيج الطائرات والقصف كلغة تترجم بها مواقفها، يجعل رسائل تلك المناورات تسير على إيقاع التطورات سياسيا وميدانيا.
ورأى المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد أحمد حمادة أن المناورات هي عملية استعراض قوة من جانب روسيا تمهيدا لدخولها مناطق في شرق الفرات، ومنع أية قوة من السيطرة عليها والهدف النهائي هو تمكين النظام من الدخول إليها.
وأضاف أن المناورات الروسية مرتبطة أيضا بما يجري في أوكرانيا، إذ إن الأطراف المعنية فيها هي ذاتها موجودة في سوريا وأرادت روسيا استعراض قوتها ضمن توجهها السياسي العام.
وقال المحلل السياسي سامر خليوي إن المناورات تحمل رسائل بأن روسيا حاضرة ومتمكنة وتريد إظهار شرعية وجودها في سوريا وليس فقط من أجل حماية بشار الأسد بل لتنفيذ سياستها.
وأضاف خليوي أن المناورات موجهة كذلك إلى تركيا بأن يدها هي العليا في سوريا مشيرا إلى أنه على الرغم من وجود تلاقي بين روسيا وتركيا في بعض النقاط إلا أن هناك خلافات في مجالات أخرى.
وشارك في المناورات العسكرية الروسية عشرات الطائرات الحربية، وتعد هي الأكبر من نوعها بحسب موقع “rusvesna” الروسي، المختص بنشر التحركات العسكرية في سوريا، مضيفا أن هذه المناورات الواسعة النطاق جرت باستخدام قوات قتالية امتدادا بين قاعدة حميميم إلى مطار القامشلي.
وبحسب موقع نورث برس فقد شارك في المناورات لأول مرة طائرة الإنذار المبكر “A-50” التي تتحكم بمنطقة الطيران ونقل الطائرات من وإلى مطار القامشلي إضافة إلى نحو عشرين طائرة من طراز سوخوي وحوامات
وأضاف الموقع أن مدينة القامشلي وأريافها شهدت تحليقاً مكثفاً للطيران المروحي الروسي، دام نحو ساعتين مشيرا إلى أن القوات الروسية كانت نقلت مؤخرا منظومات حرب إلكترونية إلى مطار القامشلي حيث بدأ العمل على توسيعه ليكون قاعدة جوّية روسية جديدة في المنطقة.
وكانت القوات الروسية أجرت بداية الشهر الماضي مناورات مشتركة مع قوات النظام على طول طريق إم 4 المار من عين عيسى، وتل تمر شمال شرق الحسكة، وعلى خطوط التماس مع نقاط تمركز الجيش الوطني والقوات التركية في منطقة نبع السلام.