شبكة حقوقية تطلق نداءات لإغاثة قاطني مخيمات الشمال السوري
قرابة 3,642 أسرة فقدت المأوى في شمال غربي سوريا بسبب الأمطار والسيول.
أطلقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، اليوم الاثنين، نداءات استغاثة عاجلة، لمساعدة قرابة 3,640 عائلة تضررت خيامها بسبب العاصفة المطرية، في شمال غربي سوريا، مناشدة الدول والمنظمات العربية والدولية بالإسراع في تقديم المساعدة.
وفي بيان، أوضحت الشبكة تفاصيل الكارثة التي تحاصر آلاف المدنيين في مخيمات شمال غربي سوريا، وقالت: “مساء 18/ كانون الأول/ 2021 ضربت عاصفة مطرية شديدة، مصحوبة برياح باردة، منطقة شمال غرب سوريا، واستمرت أربعة أيام.
وأشارت الشبكة، إلى أضرار جسيمة لحقت في مئات من مخيمات المنطقة بسبب تشكل السيول، بما في ذلك تمزق في الخيام أو انجرافها بشكل كامل، إضافة إلى فقدان النازحين مستلزمات معيشية أساسية أو تلفها، كالملابس ومستلزمات النوم ومدخرات التدفئة، والمواد الغذائية”.
وأضافت أن تواصل هطول الأمطار أدى إلى “تجمع المياه على شكل مستنقعات متفرقة بين الخيام؛ مما عرقل وصول المساعدات اليومية كالماء الصالح للشرب، والغذاء، إضافة إلى إعاقة حصول النازحين على خدمات الصحة التي تعتمد على العيادات المتنقلة، وتعطلت الفصول الدراسية والمستوصفات، وتسربت مياه المستنقعات إلى داخل بعض الخيام، مما أدى إلى تضرر محتوياتها”.
وأكدت الشبكة أن “النساء والأطفال والكهول، هي الفئات الأكثر تأثراً؛ لأنها الأكثر هشاشة بين النازحين، وكان نقلُ الحوامل وذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن من ذوي الأمراض المزمنة، تحدياً إضافياً ضمنَ عمليات إخلاء الخيام الغارقة بتلك المستنقعات”.
وأشارت الشبكة إلى المخيمات المتضررة توزعت على 36 مجمَّع في محافظة إدلب وريف محافظة حلب الغربي، وشكلت المخيمات المنتشرة في إدلب 86% من المخيمات المتضررة، فيما كان 14% منها في ريف حلب الغربي.
وسجلت الشبكة تضرر قرابة 400 مخيم، وبحسب عدد الخيام في كل منها، مضيفة أن هناك ما لا يقل عن 5,163 خيمة متضررة بشكل جزئي أو كامل.
وأردفت أن قرابة 3,642 أسرة فقدت المأوى لحقبٍ زمنية متفاوتة؛ تبعاً لحجم الضرر الذي لحق بالخيمة ومحتوياتها، وتبعاً لسرعة الاستجابة الإغاثية.
وناشدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الدول المانحة والمنظمات الإغاثية العربية والدولية، تقديم منح طارئة، لتلبية احتياجات الأسر المشردة في العراء، في أسرع وقت ممكن.
كما دعت وسائل الإعلام للتركيز على قضية المشردين المتضررين من الأمطار والسيول، بشمال غربي سوريا.
والخميس الماضي، قال فريق “منسقو استجابة سوريا” إن حياة الأطفال والنساء في مخيمات شمال غربي سوريا مأساوية وأن موجات البرد والصقيع وارتفاع درجات الحرارة بالصيف بات يهدد حياتهم بـ “الخطر”.
وأضاف في بيان، أن هناك مخاوف من إصابة العديد من الأطفال وكبار السن في المخيمات بنزلات البرد وظهور أعراض صدرية وجلدية عليهم، إضافة إلى مخاوف من حدوث حالات وفاة بين النازحين لاسيما الأطفال.
ودعا إلى “التحرك الفوري لتأمين متطلبات النازحين وخاصة مواد التدفئة، وتعويض الأضرار الأخيرة الناجمة عن الهطولات المطرية، وتوسيع دائرة الاستجابة الإنسانية في ظل عدم قدرة النازحين عن تأمين أبسط احتياجاتهم”.
وتكثر مناشدات النازحين في كل عام قبل وأثناء شهور الشتاء القارس، مطالبين بحلول إسعافية يتفادون من خلالها برد الشتاء وأضراره، في ظل ارتفاع الأسعار بشكل عام والمحروقات بشكل خاص.
وتكرر مشهد الفيضانات وغرق الخيام في السنوات الـ10 الماضية، مع بداية هطول الأمطار واشتداد العواصف، وسط عجز الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية عن إيجاد الحلول الناجعة، لاسيما أن المخيمات أغلبها تقع في أراضٍ طينية.
ويبلغ عدد المخيمات في مناطق شمال غربي سوريا 1,489 مخيماً يقطنها أكثر من مليون ونصف المليون نسمة من بينها 452 مخيماً عشوائياً يقطنها 233,671 نسمة، وفق الإحصائيات الرسمية.