صحيفة سعودية تقول إن العالم لم يعد يحتمل كلفة بقاء الأسد
عكاظ: النظام أصبح جزءا من زعزعة السلم ويتخذ من السوريين رهينة على أرضهم
وصفت صحيفة عكاظ السعودية نظام الأسد بأنه نظام الأذى الإقليمي الذي يعيش على حالة البلطجة الأمنية وعلى تناقضات المصالح الإقليمية والدولية والقلق من الفراغ الأمني.
وقالت الصحيفة في مقال كتبه عبدالله الغضوي إن العالم لم يعد يحتمل كلفة بقاء الأسد، لكن لا بد من عملية طويلة الأمد قد تحتاج إلى عامين بعدها لن يكون للنظام وأجهزته الأمنية بشكلها الحالي مكان في المنطقة.
وشددت الصحيفة على أن النظام أصبح جزءا من زعزعة السلم ويتخذ من السوريين رهينة على أرضهم.
وقالت الصحيفة إن التحركات الدولية والعربية الأخيرة حول سورية أثارت أسئلة كبيرة حول النظام وبقائه بعد أن أرهقت الأزمة العالم بأسره وكلفت الدول العربية والإقليمية ثمنا باهظا على المستوى الأمني والاستراتيجي وما تبعه من ظهور تنظيمات متطرفة غيرت نظرية الأمن العالمي.
وأضافت أن انفتاح بعضهم على نظام دمشق من أجل التوازن مع النفوذ الإيراني ودعوة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى عودة النظام إلى الجامعة العربية والتغاضي الأمريكي عن مشروع الغاز المصري شكلت هواجس حقيقية لدى المعارضة والدول الإقليمية من خطورة قبول نظام الأسد كما هو عليه من تصدير للأزمات وقتل وتشريد الملايين من السوريين.
وأشارت إلى أنه على الرغم من كل هذه الرسائل المريبة لعودة النظام عربيا وإقليميا، كانت العيون تتجه إلى موقف المملكة التي يرى فيها السوريون جميعهم من كل الأطراف الكلمة الفصل في قبول الأسد، وهي الركن العربي القادر على قيادة الدفة العربية في أية محاولة لتأهيل الأسد إلا أن حديث المندوب السعودي عبدالله المعلمي في الأمم المتحدة الذي قال فيه: «لا تصدقوا النظام السوري الذي يقول إنه انتصر ويقف زعيمهم فوق هرم من جماجم الأبرياء مدعياً النصر العظيم» جاء ليقضي على أية تكهنات حول التطبيع مع هكذا نظام.
وعدّت الصحيفة أن عودة الهدوء إلى سوريا لا تعني على الإطلاق أن الأسد هو الخيار الصحيح، وأن يكون وجوده أمرا واقعا، فالنظام يعرف أنه في قمة العجر وأن سورية فقدت وزنها الاستراتيجي والجيوسياسي على المستوى الإقليمي في ظل الوجود الروسي والإيراني في قلب منظومة الحكم.
وقالت ليس من منطق التاريخ أن يتم تعويم الأسد، ربما إعادة تأهيله للحفاظ على ما تبقى من الدولة، لكن هذا لن يكون إلى زمن غير معلوم، فالنظام الذي تسبب في كل هذه المأساة لن تقبل به أقصى دول الأرض، فالعالم لم يعد يحتمل كلفة بقاء الأسد، لكن لا بد من عملية طويلة الأمد قد تحتاج إلى عامين بعدها لن يكون للنظام وأجهزته الأمنية بشكلها الحالي مكان في المنطقة.
يمكن القول إن هناك حاجة مؤقتة للنظام السوري في ظل هشاشة المنطقة أمنيا وعدم الرغبة في تحويل سورية إلى عراق آخر، لكن هذه الحاجة تنتفي في أية لحظة يتم فيها التوافق الإقليمي على تأسيس علاقات إقليمية جديدة تخدم الأمن والاستقرار، فهذا النظام أصبح جزءاً من زعزعة السلم ويتخذ من السوريين رهينة على أرضهم.