من عطل إعادة النظام إلى الجامعة العربية قطر أم إيران؟
محللون: إيران تتحكم بقرار النظام ورفض الجعفري شروط التطبيع يعني توقف الاندفاعة العربية الاختبارية معه
قد يكون عدم رد النظام على تصريحات المندوب السعودي خلال الأيام الماضية أعطى انطابعا بعدم رغبته التصعيد بنيت عليها احتمالات اتجه بعضها إلى أن شدة الهجوم السعودي ربما يحمل النظام على إعادة النظر برفضه شروط التطبيع العربي معه.
ولكن حديث نائب وزير خارجية النظام بشار الجعفري لقناة الميادين أمس أنهى التكهنات بخصوص موقف النظام ولا سيما أنه حمل إضافة إلى الرد السلبي على السعودية ووصفها بأنها تنفذ أجندة غير عربية موقفا واضحا برفض أية شروط على النظام وتحميل قطر والسعودية مسؤولية تعطيل إعادته للجامعة العربية.
قطر والسعودية والتطبيع
وقال مصطفى النعيمي الباحث المشارك في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية إن النفوذ الإيراني مسيطر بشكل كبير على مفاصل الدولة وحديث بشار الجعفري دليل على عدم قدرة النظام على تغيير هذا الواقع.
وتوقع النعيمي أن تشهد المرحلة المقبلة متغيرات جديدة بخصوص التطبيع مع النظام ولا سيما أن قطر والسعودية لديهما موقف واضح إزاء ذلك وستتبعهم دول أخرى سواء تلك التي تقدمت بخطوات أو التي ما تزال بعيدة عن ذلك.
وقال النعيمي إنه لا توجد جدية في المواقف العربية لمواجهة تمدد إيران في المنطقة بعد أن تحول وجودها العسكري إلى اقتصادي وإرهابي من خلال الأعمال التي تقوم بها في أماكن مختلفة ولا سيما في البحار المحيطة.
التطبيع ليس بيد النظام والعرب
ورأى مصطفى إدريس عضو مركز رؤى للدراسات والأبحاث السياسية أن مسألة التطبيع ليست بيد النظام أو الدول العربية والأمر متعلق بإرادة القوى الكبرى وحين تقرر ستلزم الجميع بقرارها مشيرا إلى أنّ لا هم للنظام سوى البقاء في الحكم حتى لو كان بخروج إيران.
وأضاف إدريس أن الحديث عن إخراج إيران من قبل الدول العربية لا أهمية له بعد أن تجذرت في مفاصل الدولة والمجتمع منذ سنوات طويلة وأمام أعين الجميع ومن بينهم العرب الذين التزموا الصمت حيال ذلك، مشيرا إلى أن وجود إيران في سوريا يغنيها عن وجودها العسكري وبالتالي أي إغراءات من قبل الدول العربية تقدم للنظام لا قيمة لها.
نهاية التطبيع
المحلل السياسي د. غزوان عدي رأى أن دول الخليج حاولت أن تمد يدها للنظام عسى أن يقع في إشكالية مع إيران لكن هذا لم يتحقق ولذلك قامت السعودية بفضح النظام وهذا يعني أن التطبيع باتجاه النظام قد انتهى الآن.
وقال عدي إن النظام لم يقبل ولا يستطيع تحييد الدور الإيراني ولذلك كان الرد السعودي شديدا تبعه رد آخر من قبل النظام على لسان الجعفري، مشيرا إلى أن خطوات التطبيع كان هدفها بالنهاية حمل النظام على تغيير سلوكه، وهو ما لم يستطع تنفيذه.
الجعفري وقطر
وكان نائب وزير خارجية النظام بشار الجعفري اتهم قطر ودولا عربية أخرى تدور بالفلك الأمريكي بحسب تعبيره بعرقلة عودة النظام إلى جامعة الدول العربية مشددا على رفض تنفيذ أي شروط توضع على النظام.
وكانت ترددت أنباء عن وضع شروط عربية أمام إعادة النظام إلى جامعة الدول العربية عبر عنها المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي وأبرزها إنهاء وجود إيران وميليشياتها في سوريا.
وجاءت هذه التطورات بعد تقدم جزئي بمسألة التطبيع مع النظام من خلال دولة الإمارات مع تلميحات سعودية بتعزيزه إذ من المستبعد أن تكون خطوة الإمارات خارج الموقف السعودي، بحسب مراقبين ومحللين من بينهم علي الأمين.