صدمة بسبب تصريحات المندوب السعودي للنظام.. ومصادره تتخوف من قادم خطير
علي الأمين: توقعات بهجوم سعودي سياسي أوسع من خلال الساحة السورية بهدف تثبيت حضور إقليمي
أحدث الهجوم العنيف الذي شنه عبدالله المعلمي مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة ضد النظام هزة في الساحة السياسية التي استقرت خلال الأشهر الماضية على صمت دولي وتوجه عربي لإعادة تعويم النظام الذي بدا منتشيا باتصالات ولقاءات عربية معه.
حتّى كتابة هذه السّطور لم يصدر أيّ رد فِعل رسمي من النظام إزاء كلمة المعلمي، ولكن بعض مصادره في بيروت أكدت أنها كانت هُجومًا صادمًا وغير مُتوقّع، خاصّةً بعد تبريد الأزمة بين السعوديّة ولبنان، مرجحة أن تكون مرتبطة بانهيار مفاوضات النووي الإيراني، ومشيرة إلى أن القادم خطير، بل خطيرٌ جدًّا.
دخول سعودي قوي
ورأى علي الأمين رئيس تحرير موقع جنوبية اللبناني أن دول الخليج ومن بينها السعودية مطالبة بتمويل إعادة إعمار سوريا وعليه فإنها تريد فرض شروط والتصريح السعودي يأتي في سياق الدخول على الساحة بقوة، ولكن لا يعني أن هذا الموقف سيكون ثابتا ونهائيا لكنه محاولة إثبات حضور ولا سيما أن المظلة السعودية أساسية في أي مرحلة قادمة في سوريا.
وقال الأمين إن السعودية تريد أن تكون لاعبا في المرحلة المقبلة وتحاول أن تثبت أنها صاحبة دور أساسي ولا يمكن للحل أن يتم دون غطاء منها وبالتالي فإن هناك مرحلة هجوم سعودي للعب دور إقليمي أكبر من خلال الساحة السورية ولا سيما أننا مقبلون على تطورات بالنسبة للملف السوري.
تطورات مقبلة
وأضاف الأمين أن المرحلة سياسية ولا نتوقع أن تكون هناك تطورات عسكرية والسعودية تريد أن تكون قائد محور إقليمي مؤثر خارج إطار الأطراف الدولية وهي تدرك أن الصراع في سوريا مرتبط بالأمن السعودي ونتوقع أن يكون هناك هجوم سياسي من السعودية لأنها أدركت أن الانكفاء لم يوفر لها الأمن.
واستبعد الأمين أن تكون الاندفاعة العربية نحو النظام في المدة الماضية بعيدة عن السعودية مرجحا أن تكون تلك الإندفاعة نوع من الاختبار وربما كان هناك توقعات أن يتخذ النظام خطوات ما مشجعة على مزيد من التطبيع معه وهو ما لم يحصل.
موقف سعودي ثابت
ورأى الدكتور زكريا ملاحفجي عضو الائتلاف الوطني أن موقف السعودية ثابت إزاء القضية السورية ليس بجديد، وتصريحات المعلمي جاءت في توقيت بالغ الأهمية بعد انخفاض الأصوات الدولية بالنسبة للموضوع السوري، وأعادت بعض الأمل للسوريين وهو ما ظهر من خلال ترحيبهم واهتمامهم بتصريحات المعلمي.
وأضاف ملاحفجي أن المعلمي بعث برسالة للسوريين عبر رئيس الائتلاف خلال اتصاله بعد إلقائه كلمته تؤكد ثبات موقف السعودية من القضية السورية.
وتوقع ملاحفجي أن تستتبع تصريحات المعلمي خطوات أخرى حيال القضية السورية لكنه أكد أهمية أن تندفع مؤسسات المعارضة باتجاه الدول الشقيقة ولا سيما المملكة العربية السعودية.
إرباك النظام
وقال ملاحفجي إن تصريحات المعلمي أدخلت النظام بحالة من الإرباك نظرا للمكانة التي تحظى بها السعودية إقليميا وعربيا ودوليا، مشيرا إلى أن النظام وقع بتساؤلات عن الخطوات التي ستلي تلك التصريحات.
وكانت مصادر قريبة من النظام أبدت تخوفها من أن تستأنف القيادة السعوديّة دعمها للمُعارضة السوريّة بأشكالها كافّة، بالمال والسّلاح، بعد التصريحات التي أدلى بها مندوبها في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي.
مصادر النظام
مصادر النظام بحسب صحيفة رأي اليوم المقربة من النظام لم تستبعد أن تكون هناك تعليمات صدرت لحُلفاء واشنطن في منطقة الخليج بالتأهّب، والاستِعداد لحربٍ وشيكةٍ ضدّ إيران ومحورها بعد انهِيار المُفاوضات النوويّة في فيينا وقالت إن القادم خطير، بل خطيرٌ جدًّا، إذا بلغ الهلع الإسرائيلي من الخطر الوجودي الإيراني ذروته.
المندوب المعلمي كان ركز في كلمته في الأمم المتحدة على إدانة بشار الأسد وتذكيره بأنه قاتل يقف على هرم من الجماجم، وبأنه أول من أدخل إلى البلاد ميليشيا حزب الله الإرهابية لافتاً إلى أن الحرب التي يعلن أنها انتهت لا تزال مستمرة.
اهتمام السوريين
وحظيت تصريحات المعلمي بترحيب كبير من جانب الائتلاف الوطني ومن أوساط المعارضة إذ رأى الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة أنها جاءت بعد تخلي المجتمع الدولي عن مأساة السوريين وأيضا بعد رفض إيران خلال مفاوضاتها مع السعودية الخروج من سوريا ولبنان واليمن والعراق.
وقد تكون النتيجة الأولى لكلمة المعلمي وقف اندفاعة دول عربية نحو النظام والترويج لعودته للجامعة العربية على اعتبار السعودية تقود توجه الجامعة بالتحالف مع دول خليجية ومصر، ولكن ماذا عن وقعها على الساحة السياسة وعلى أرض الواقع؟ يبقى الحسم للتطورات خلال الأيام القادمة.