في اليوم العالمي للهجرة.. شبان في إدلب يهاجرون بحثاً عن واقع معيشي أفضل
ما الذي يدفع الشباب في إدلب إلى الهجرة خارج البلاد؟
مع احتفالات الأمم المتحدة “باليوم العالمي للهجرة” والذي يوافق 18 من كانون الأول من كل عام، لا يكاد يخلو منزل في محافظة إدلب من مهاجر إلى خارج البلاد، إذ أن الكثير من الشباب اضطروا للسفر بحثاً عن ظروف معيشية أفضل.
ولصافي عباس من سرمدا ولد وحيد هاجر إلى أوروبا منذ سنوات، ليس حباً بالسفر بل أُجبر على ذلك لإعالة أسرته المسؤول عنها في ظل قلة فرص العمل، بحسب ما قاله لراديو الكل.
ويضيف العباس، أنه مطمئن على ابنه في المهجر، ولا يخشى عليه من القصف والخطف والجرائم، مشيراً إلى أنه فقد الأمل في عودته إلى سوريا لاسيما في ظل الوضع الراهن.
وترفض براء الحسين من كللي فكرة هجرة زوجها الذي قرر بيع كل ممتلكاته والسفر إلى أوروبا بطريقة غير شريعة، حيث إنها لا تطيق الانتظار بعيداً عنه ولا تدري كم سنة ستنتظر وأطفالها لتتمكن من اللحاق به خاصة أنها لا تمتلك أوراقاً ثبوتية لتسافر بشكل رسمي كعقد تثبيت زواج أو جواز سفر.
وتطالب الحسين عبر أثير راديو الكل الجهات المعنية بتحسين الظروف المعيشية وتوفير فرص عمل للشباب للحد من هجرتهم إلى خارج البلاد وخصوصاً أصحاب الكفاءات العالية.
بثينة راشد من سرمين تبين لراديو الكل أنه من الأسباب التي دفعت شريحة كبيرة من الشباب للهجرة البحث عن الحياة المستقرة والتعليم والنجاح، متسائلة عن السبب الذي يربط الشباب ببلد خسروا فيه منازلهم وممتلكاتهم، مؤكدة أن إيجابيات الهجرة أكثر من سلبياتها.
فراس درويشو باحث اجتماعي من مدينة إدلب يوضح لراديو الكل، أن من أسباب هجرة الشباب إلى أوروبا وتركيا تدني الأجور وقلة الفرص وارتفاع نسبة البطالة وانعدام الاستقرار، مشيراً إلى أن الشباب يضطرون لبيع كل ممتلكات أسرهم أو الاستدانة ليتمكنوا من الوصول إلى أوروبا آملين ببدء حياة جديدة.
ويردف الدرويشو أنه ليس هناك حلول فعلية للحد من الهجرة لأن توفير الاستقرار ليس ممكن بالوقت الحالي، ولكن يمكن التخفيف من هذه الظاهرة عن طريق انتقال منظمات المجتمع المدني من الدعم الإغاثي ذي النتائج المحدودة والمؤقتة لدعم المشاريع التنموية أو المستدامة، ما يساهم في تحسين الوضع المعيشي للجميع.
وللهجرة تأثير سلبي على الحياة الاجتماعية وعلى الأسرة وذلك من خلال انقطاع التواصل الأسري المباشر لا سيما على الزوجة والأطفال الذين يضطرون الانتظار طويلاً حتى الحصول على ما يعرف بلم الشمل، ما يؤدي لظهور الخلافات بين الزوجين وقد تصل للانفصال، وفقاً لما قالته رغد مهنا مرشدة اجتماعية في إدلب لراديو الكل.
ومع ذلك نجد الكثير من الشباب والنساء فقدوا حلمهم في الحصول على حياة مستقرة عن طريق الهجرة، فمنهم من مات غرقاً أو جوعاً أو برداً، وبالرغم من كل تلك المآسي يفضل الكثير من أهالي إدلب المخاطرة بأنفسهم والرهان على حياتهم في سبيل الهرب من شبح الحرب.
ويوافق اليوم 18 كانون الأول الحالي اليوم العالمي للهجرة، الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2000 ، وذلك بعد تزايد أعداد المهاجرين في العالم، وصدر بيان هذا العام عن المنظمة الدولية للهجرة ومنظمة الصحة العالمية تدعوان به لتحسين أوضاع المهاجرين من كل النواحي ولاسيما الخدمات الصحية.