رغم التحديات.. نساء في إدلب يناضلن ضد إقصاء المرأة سياسياً
إلى أين وصل نشاط المرأة السياسي في محافظة إدلب؟
تناضل نساء في محافظة إدلب للمضي قدماً في تعزيز دورهن السياسي للحصول على تمثيل حقيقي يمكنهن من الوصول لأماكن صنع القرار، وذلك بالرغم من جميع التحديات الخارجية والداخلية التي تواجههن.
وأُطلقت الكثير من المشاريع التي تهدف لتفعيل دور المرأة في المجال السياسي، ولكنها غير كافية، تبعاً للعادات والتقاليد ووقوف العائلة والزوج في وجه المرأة التي تفكر في الخوض بهذا المجال، فضلاً عن المخاطر التي قد تهدد حياة العاملات في السياسية، بحسب ما قالت رشا العبسي من جبل الزاوية لراديو الكل.
وتطالب العبسي، بتوزيع الفرص بالعدل بين الرجال والنساء وتوفير الحماية للنساء السياسيات حتى يتمكن من الوصول لمناصب حقيقية.
ووصفت أمل عارف نازحة في سلقين لراديو الكل، مشاركة بعض النساء في الهيئات السياسية بأنها “حبر على ورق”، حيث ترى أن تواجدهن شكلي، وليس لهن أي دور باتخاذ القرارات، لافتة إلى أنه لابد من تواجد فعليّ للمرأة في الساحة السياسية.
وتختلف الآراء في محافظة إدلب بين معارض لمشاركة المرأة بالسياسة ومؤيد، إلا أن هادي رستم نازح في إدلب، ضم صوته لأغلبية الرجال الذين يرون أن العمل السياسي حكراً عليهم، ولا تستطيع المرأة تحمل هذه المسؤولية، فالأولوية لتربية الأطفال والاهتمام بالأعمال المنزلية، بحسب ما بيّن لراديو الكل.
رئيسة مكتب المرأة في الهيئة السياسية بإدلب رزان سحلول توضح لراديو الكل، أن الشعب السوري بشكل عام كان مغيباً سياسياً واقتصر دوره على الاستفتاءات العامة، ولكن النشاط السياسي تزايد لدى الأغلبية وخاصة النساء مع اندلاع الثورة، حيث إن العديد منهن لديهن نشاطات سياسية وشاركن بالاجتماعات التي نظمها المبعوثون الدوليون سابقاً، بالإضافة لتواجدهن ضمن تيارات سياسية عدة كالهيئة السياسية التي تضم أكثر من 100 امرأة تتقلد بعضهن مقاعد في المكتب التنفيذي.
وتضيف السحلول أنه يوجد معوقات داخلية وخارجية تواجه نشاط المرأة السياسي، كالأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية التي تدفع النساء للبحث عن فرص عمل تؤمن لهن دخلاً ثابتاً، بالإضافة للعادات والتقاليد التي تنمط عمل المرأة وفقدان الأهالي ثقتهم بالحل السياسي.
ولمنظمات المجتمع المحلي دور كبير في رفع الوعي السياسي لدى النساء وذلك من خلال المشاريع التي تنفذها والهادفة لتمكين المرأة وإيصال صوتها لأماكن صنع القرار، وفقاً لما أكدته فاطمة الحسن منسقة الهيئة النسائية في الأتارب لراديو الكل.
وأردفت الحسن، أن الهيئة النسائية تعمل في الوقت الحالي على تمكين النساء سياسياً من خلال سلسلة من الورشات التدريبية التي تشجعهن على الخوض في هذا المجال.
وأثبتت المرأة في الشمال السوري خلال سنوات الحرب، قدرتها على التكيف مع الأوضاع الصعبة والاستمرار بالعطاء كأم داخل المنزل وعاملة خارجه وقادرة على التأثير بالمجتمع، وساعدها في ذلك انتشار المراكز النسائية التي ركزت على تمكينها بمختلف المجالات.