إسرائيل تؤكد ضرورة منع نظام الأسد من امتلاك أسلحة كيميائية
معلّقون عسكريون وصحف تحدثوا عن توقيت تقرير "واشنطن بوست" بشأن الغارات الإسرائيلية في سوريا.
أكد وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إليعازر شتيرن، أمس الثلاثاء، “ضرورة منع” نظام الأسد من امتلاك أسلحة كيميائية، وذلك بعد تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الاثنين، كشفت فيه عن هجوم إسرائيلي استهدف 3 منشآت في سوريا الصيف الماضي، يُعتقد أن نظام الأسد كان يستخدمها لإعادة إنتاج أسلحة كيميائية.
وبحسب ما نقل موقع “روسيا اليوم” عن وكالات أمريكية وإسرائيلية، امتنع شتيرن في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن التعليق بشكل مباشر على ما ورد في تقرير صحيفة “واشنطن بوست”، لكنه “ألمح إلى أن إسرائيل لا يمكنها قبول امتلاك عدوتها سوريا لمثل هذه الأسلحة”.
وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلي: “لدينا جارة أثبتت بالفعل أنها لن تتردد في استخدام الأسلحة الكيميائية حتى ضد شعبها”، مضيفاً أن “الأسد يجب ألا يمتلك أسلحة كيميائية”.
ورفض المسؤولون الإسرائيليون حتى الآن، التعليق على تقرير “واشنطن بوست”.
وأكد معلقون عسكريون إسرائيليون -يطلعهم كبار مسؤولي الدفاع عادة على المستجدات- أن توقيت التقرير لم يأت مصادفة، بل يتزامن مع اجتماع المفاوضين مع إيران في فيينا لمحاولة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست”، إنه “من المرجح أن الدعم الأميركي للعمليات الإسرائيلية في سوريا، وهو الدعم الذي ازداد على مدى نصف العقد الماضي، كان عاملاً أساسياً في هذه العمليات، وأن هذه رسالة إلى نظام الأسد بعدم شراء أسلحة دمار شامل خطيرة”، وفق ما نقل موقع “الحرة”.
كما أنها “بالإضافة إلى ذلك، رسالة إلى إيران لعرض قدرات إسرائيل في المنطقة على تحييد التهديدات الخطيرة”.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن “النظام كان يشتري فوسفات ثلاثي الكالسيوم”، التي يعرف عنها أنها “تستخدم كمقدمة لتصنيع لغاز السارين وغيره من غازات الأعصاب”.
وأضافت: “قد تكون هذه الضربات رسائل بأن إسرائيل ستستمر بمواجهة التهديدات التي تواجهها” وأنها “تمتلك تاريخاً طويلاً من التنسيق مع الولايات المتحدة في هذا الجانب”.
وأثارت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية موضوع الأسلحة الكيميائية في سوريا خلال الساعات الماضية بالتزامن مع المفاوضات التي تجري في فيينا حول الملف النووي الإيراني مجمعة على أن استهداف الطيران الإسرائيلي منشآت في سوريا تستخدم لإنتاج السلاح الكيميائي في هجومين سابقين هدفه إرسال إشارات لإيران والنظام حول الخطوط الحمر التي تفرضها إسرائيل.
ومنذ مطلع العام الحالي 2021، شن الطيران الحربي الإسرائيلي 26 هجوماً على مواقع لقوات النظام ومليشيات إيران، وتقول إسرائيل إنها تهدف من وراء تلك الغارات إلى التصدي لمحاولات إيران التمركز في سوريا.
وكثّفت إسرائيل من الغارات الجوية منذ تعيين الحكومة الأخيرة برئاسة نفتالي بينيت في حزيران الماضي.
وتتواجد في سوريا ميليشيات متعددة الجنسيات (إيرانية، وعراقية، ولبنانية، وأفغانية..) مدعومة من ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، قوامها الآلاف من العناصر والمئات من القياديين والمستشارين العسكريين.