ما الهدف من فتح وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية الملف الكيميائي للنظام بالتزامن مع مفاوضات النووي الإيراني؟
محللون: المجتمع الدولي لم يبد جدية إزاء استخدام النظام الكيميائي ضد السوريين إنما الأمر مختلف تماما إذا ماهدد أمن إسرائيل
أثارت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية موضوع الأسلحة الكيميائية في سوريا خلال الساعات الماضية بالتزامن مع المفاوضات التي تجري في فيينا حول الملف النووي الإيراني مجمعة على أن استهداف الطيران الإسرائيلي منشآت في سوريا تستخدم لإنتاج السلاح الكيميائي في هجومين سابقين هدفه إرسال إشارات لإيران والنظام حول الخطوط الحمر التي تفرضها إسرائيل.
وكان لافتا تأكيد إسرائيل والولايات المتحدة ليس فقط استمرار النظام امتلاك السلاح الكيميائي بل وأيضا مساعيه التي لم تتوقف بالشراكة مع إيران لإنتاج هذا السلاح على الرغم من الصفقة الكبرى التي أبرمتها الولايات المتحدة مع روسيا بعيد استخدامه السلاح الكيميائي في غوطة دمشق الشرقية في العام 2013.
رسائل لإيران
صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أوضحت أن الهدف من نشر صحيفة “واشنطن بوست” تفاصيل حول هجومين إسرائيليين سابقين على منشآت كيميائية في سوريا إرسال إشارات لإيران والنظام حول “الخطوط الحمر بالتزامن مع مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني.
وتنقل صحيفة “تايمز أوف إسرائيل عن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر قوله إن نظام الأسد “لم يتردد في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين السوريين، فتخيلوا ما يمكن أن يفعله غير ذلك”.
الصحيفة الإسرائيلية أكدت أنه بعد نحو ثلاثة أشهر من إبلاغ مجلس الأمن في العام 2013 بأن عملية تفكيك الأسلحة الكيميائية في سوريا قد اكتملت، كان واضحا أن نظام الأسد لديه احتياطيات كبيرة أخرى من الأسلحة الكيمائية ولم يعلن عنها.
النظام ينفي
ومن جانبه استمر النظام بنفي الاتهامات الغربية منذ العام 2013 إذ أكد في أحدث تصريح على لسان مندوبه في الأمم المتحدة بسام صباغ أنه لا يوجد سلاح كيميائي في سوريا، وبأن هناك تعاون كامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ويطرح استمرار النظام إنتاج السلاح الكيميائي بالشراكة مع إيران أسئلة حول معنى نتائج الصفقة التي توسطت فيها روسيا وقيل إن النظام سلم بموجبها مخزونه من السلاح الكيميائي وأيضا حول رد الفعل الأمريكي إزاء تلك الصفقة التي لم تنفذ.
أهداف تفاوضية
د. زكريا ملاحفجي عضو الائتلاف الوطني السوري رأى أن حديث وسائل إعلام اسرائيلية وأمريكية عن الموضوع الكيميائي هو بهدف استخدامه ورقة ضغط في المفاوضات في الملف النووي الإيراني ليس أكثر.
وقال ملاحفجي إن إسرائيل آمنة بشكل مطلق بالنسبة للنظام فهي مستمرة بضرب مواقع في سوريا حتى ما قبل الثورة دون أن يقوم بأي رد، ولكن بنفس الوقت النظام رد بشكل عنيف على الاحتجاجات الشعبية باستخدام مختلف صنوف الأسلحة ومن بينها الكيميائية.
وأضاف أن إسرائيل متأكدة بأن لا النظام ولا الإيرانيين يستطيعون فتح معركة معها، والتصعيد باللغة الإعلامية والتهديد الذي نراه لن يتجاوز الضغط لأهداف تفاوضية.
ترتيب البيت السوري
ومن جانبه قال مصطفى إدريس عضو مركز رؤى للدراسات والأبحاث السياسية إن التطورات تتجه نحو ترتيب البيت الداخلي في سوريا وأيضا ما حولها، ضمن شروط أبرزها إزالة ما يهدد أمن إسرائيل ومن بينه السلاح الكيميائي.
وقال إن السلاح الكيميائي موجود في سوريا وهناك تخوف من أن يتعدى خطره الحدود، ولذلك يتم العمل على إزالة المخاوف إذ إنه من الممكن خروج السلاح عن السيطرة واستحواذ جماعات قد تهدد إسرائيل.
وأضاف إدريس أن النفوذ الإيراني يتسع أكثر في سوريا وهو ما يثير مخاوف أيضا لدى روسيا التي يصعب عليها احتواؤه وهناك اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة ، حيث إن الجانبين متفاهمان على ضمان أمن إسرائيل.