“واشنطن بوست” تتحدث عن هجوم إسرائيلي أحبط عملية إنتاج أسلحة كيميائية في سوريا
الضربات جاءت بناء على معلومات تفيد بأن نظام الأسد كان يحصل على سلائف كيميائية وإمدادات أخرى.
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في تقرير نشرته أمس الاثنين، إن هجوماً إسرائيلياً استهدف 3 منشآت في سوريا الصيف الماضي، يُعتقد أن نظام الأسد كان يستخدمها لإعادة بناء برنامجه لإنتاج أسلحة كيميائية، في حين رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على ما ورد في التقرير.
وبحسب وكالة “الأناضول”، نقلت الصحيفة عن 4 مصادر مخابراتية أمريكية وغربية طلبت عدم نشر أسمائها، قولها إن مقاتلات إسرائيلية أطلقت آنذاك صواريخ على 3 أهداف عسكرية قرب مدينتي دمشق وحمص، قتلت سبعة عناصر من قوات النظام، بينهم ضابط كبير برتبة عقيد.
وأردفت أن الهجوم استهدف إحباط محاولة نظام الأسد، استئناف إنتاج غاز الأعصاب القاتل.
وتقول الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي امتنع آنذاك عن التعليق على التوغل في المجال الجوي السوري، وعادة ما تتبع تل أبيب سياسة التعتيم فيما يتعلق بهجماتها الخارجية، لكن محللو مخابرات في عواصم غربية قالوا إن الهجمات الإسرائيلية السابقة في سوريا استهدفت القوات التي تعمل بالوكالة لصالح إيران وشحنات أسلحة، بينما غارات 8 حزيران المذكورة، استهدفت منشآت عسكرية سورية كانت لها صلة بالبرنامج الكيميائي السوري السابق.
وأشارت إلى أن مسؤولين إسرائيليين أمروا بشن هذه الغارات، إحداها العام الماضي، بناء على معلومات تفيد بأن نظام بشار الأسد كان يحصل على سلائف كيميائية وإمدادات أخرى ضرورية، لإعادة بناء قدرة الأسلحة الكيميائية، الذي أعلن التخلي عنها قبل ثماني سنوات، تحت ضغط دولي.
وأكدت المصادر لـ”واشنطن بوست” أن هذه الهجمات عكست مخاوف خطيرة أثيرت داخل أجهزة المخابرات الإسرائيلية منذ عامين، بعد محاولة ناجحة من جيش النظام لاستيراد مادة كيميائية رئيسية يمكن استخدامها في صنع غاز أعصاب السارين القاتل.
وأضافت أن المخاوف تنامت عندما رصد عملاء للمخابرات الإسرائيلية نشاطاً في مواقع سورية متعددة، يكشف عن جهود لإعادة بناء برنامج الأسلحة الكيميائية.
ورداً على طلب للتعليق، لم يؤكد مسؤولون إسرائيليون طبيعة هجمات 8 حزيران الماضي، ولم يوضحوا أسبابها، وفق الصحيفة.
وذكرت المصادر أن إسرائيل شنت غارة مماثلة في 5 آذار 2020 استهدفت فيلا ومجمعاً جنوب شرق حمص على بعد حوالي 100 ميل شمال دمشق، مضيفة أن حمص هي ثالث أكبر مدينة في سوريا وكانت مركزاً لإنتاج الأسلحة الكيميائية.
ولفتت الصحيفة أن “الرئيس السوري بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد مواطنيه عشرات المرات منذ بداية الحرب الأهلية في البلاد (عام 2011)”.
وفي سياق متصل، رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على ما ورد في تقرير صحيفة “واشنطن بوست” الأخير حول الغارات الإسرائيلية على سوريا، وفق ما أفادت وكالة “تاس” الروسية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جالينا بورتر خلال مؤتمر صحفي لها، أمس الاثنين: “رأينا التقارير عن الغارات الجوية طبعاً، ولا نستطيع الإدلاء بأي تعليقات بهذا الخصوص”.
والأربعاء الماضي، قال مسؤولون إسرائيليون إن “إسرائيل نجحت في تدمير 75٪ من الأسلحة الإيرانية في سوريا وحققت أقصى درجات الردع ضد القوات الإيرانية في سوريا وضد نظام الأسد”.
ونقل موقع “والا” الإسرائيلي عن مسؤولين -لم يسمهم- أن الهجمات المنسوبة للجيش الإسرائيلي تشمل الأضرار التي لحقت بالطائرات بدون طيار بمختلف أنواعها، والصواريخ، ومكونات أنظمة الدفاع الجوي، والبنية التحتية لإنتاج الأسلحة وغيرها.
ومنذ مطلع العام الحالي 2021، شن الطيران الحربي الإسرائيلي 26 هجوماً على مواقع لقوات النظام ومليشيات إيران، وتقول إسرائيل إنها تهدف من وراء تلك الغارات إلى التصدي لمحاولات إيران التمركز في سوريا.
وكثّفت إسرائيل من الغارات الجوية منذ تعيين الحكومة الأخيرة برئاسة نفتالي بينيت في حزيران الماضي.
وتتواجد في سوريا ميليشيات متعددة الجنسيات (إيرانية، وعراقية، ولبنانية، وأفغانية..) مدعومة من ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، قوامها الآلاف من العناصر والمئات من القياديين والمستشارين العسكريين.