بيدرسون يطرح في دمشق ” الخطوة بخطوة” ويتحدث عن إمكانية التقدم بالعملية السياسية
الائتلاف الوطني يقول إنه على اتصال مع بيدرسون لمعرفة تفاصيل الخطوة بخطوة
خطوة بخطوة .. مصطلح جديد بدأ يأخذ طريقه لأن يكون عنوانا للحل السياسي في سوريا، بعد أن أطلقه الملك الأردني عبد الله الثاني لدى عودته من واشنطن حاملا مبادرة عربية للتطبيع مع النظام، عبر وثيقة سربت في وسائل الإعلام تحت عنوان اللاورقة، والآن يؤكد المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون السير في مفرداته.
وبحسب ما أعلنه بيدرسون عن العنوان الوافد فإنه يتجه أكثر نحو أن يسير المجتمع الدولي ومن بينه الأنظمة العربي خطوة باتجاه النظام مقابل تقدم الأخير خطوة مقابلة، وربما يحظى السوريون ببعض إيجابيات تلك الخطوات بمعية تفاهم تلك القوى مع النظام على اعتبار أن قضيتهم باتت ملحقة بملفات إقليمية ودولية.
بيدرسون تحدث عن إمكانية إحرازِ تقدمٍ في العمليةِ السياسية استناداً للمحادثات التي أجراها خلال الأسابيع الماضية مع دولٍ عربية وأوروبية والولايات المتحدة وقال بعد لقائه أمس وزير خارجية النظام فيصل المقداد : اليوم يمكن القول إن هناك فرصاً لإعادة إطلاق المسار السياسي، وكان لدي عدة لقاءات في عدد من الدول العربية، وكذلك أجريت مباحثات معمقة مع الأميركيين والأوروبيين
وأضاف أن هناك فرصة جادة لبحث إمكانية تطبيق مقاربة “خطوة بخطوة” حيث نضع على الطاولة كما تعلمون، خطوات محددة بدقة، يمكن التحقق منها، ونأمل أن يبدأ بناء بعض الثقة، وعلينا أن نحدد ما هي الخطوات بشكل دقيق، وبالطبع القضايا المرتبطة بالوضع الإنساني والتحديات الاقتصادية، يجب أن نكون جزءاً لا يتجزأ من ذلك.
وقال يحيى مكتبي عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري إن موضوع الخطوة بخطوة هو تحت الدراسة والبحث ونحن على تواصل مع بيدرسون للاطلاع على تفاصيل هذا المصطلح.
وأكد مكتبي أن جوهر العملية السياسية هو الانتقال السياسي والائتلاف يرحب بأي جهد يصب في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أنه لن يتم التعامل مع أي طرح يكون خارج القرارات الدولية ومن بينها القرار 2254 وبيان جنيف 1 وأي خروج عن ذلك هو التفاف على المسار الدولي، وهو مرفوض من قبل المعارضة.
واستبعد مكتبي وجود أية إمكانية الآن لإحراز تقدم في العملية السلمية لأن نظام الأسد مستمر في تعنته ولن يقدم شيئا للسوريين إلا تحت ضغط يمارسه المجتمع الدولي، وقال واهم من العرب من يعتقد أنه من الممكن أن يقدم النظام على تقديم تنازلات ولا سيما بالموضوع الإيراني المرتبط به استراتيجيا.
ومن جانبه رأى الأكاديمي والمحلل السياسي د. رشيد حاج صالح أن مصطلح الخطوة بخطوة من الممكن أن يكون التقطه بيدرسون من خلال لقاءاته مع دول عربية ولا سيما أن الأمر مطروح كما تردد في وسائل الإعلام عن الوثيقة الأردنية التي تضمنها المصطلح.
وقال حاج صالح إن المصطلح الذي أطلقه بيدرسون هو عام ومسألة أفكار، وما يطرحه يندرج في إطار إشاعة الأمل خاصة إنه يتحدث قبل كل جولة من جولات اللجنة الدستورية عن إمكانية إحراز تقدم.
وأضاف أن الخطوة بخطوة تتعلق بالمجتمع الدولي والنظام وهي لا تتعلق بالحل السياسي والسوريون أيضا ليس لهم علاقة بها لكن قد يتأثرون بنتائجها بشكل غير مباشر وبشكل طفيف، والنظام لا يمكن أن يتخذ أي خطوة يستفيد منها السوريون.
المبعوث الأممي الذي ارتبط اسمه بلجنة صياغة الدستور بدا على ما يبدو يخطو مع ” الخطوة بخطوة” منحى أكثر شموليا بعد أن كان أعلن أن تلك اللجنة لن تحقق تقدما بمفردها، إذ بات يركز الآن على أنه يلقى دعما من دول عربية وأوروبية والولايات المتحدة بالنسبة لتوجهه الجديد.
“الخطوة بخطوة” تبدو عنوانا جديدا قد يكون متفقاً عليه أمريكيا وأوروبيا وعربيا وخصوصا الأردن الذي كان ملكه عبد الله الثاني أطلقه وجال عواصم القرار لتسويقه، ولكن هل الخطوات التي سيخطوها النظام ستكون تنازلات أمام تلك القوى فقط لجهة ملفاتها ومصالحها، وكيف ستنعكس على السوريين؟