“طباخ بوتين” في دائرة الاستهداف ما الطبخة التي يعدها الأوروبيون للروس؟
محللون: فاغنر فائض للقوة الروسية.. والروس لا يهتمون للعقوبات الغربية ومنها قانون قيصر
جمع الأوروبيون ما تقوم به شركة فاغنر من أعمال في مناطق متعددة من المنطقة من بينها سوريا واستندوا إليها لتكون أسباباً لفرض عقوبات على زعماء تلك المافيا التي يستخدمها الروس لعملياتهم بموازاة الجيش، في حين تعاقد معها النظام لحراسة حقول النفط مقابل نسبة معينة من النفط.
الأوروبيون اكتشفوا أخيرا أن فاغنر التي يمولها يفغيني بريغوجين طباخ بوتين السابق وبدأت نشاطها في أوكرانيا تقوم بأعمال مزعزعة للاستقرار في أوروبا وأفريقيا، وعليه فقد قرروا فرض حزمة عقوبات “كبرى” على الشركة الروسية العابرة للقارات والتي تعد جيش روسيا السري.
فاغنر فائض القوة
وقد يكشف اندفاع مئات العناصر من فاغنر لاحتلال حقل نفط كونيكو شرق الفرات نهاية العام 2018 الجانب الحقيقي وغير المعلن للتدخل الروسي في سوريا وهو استثمار فائض القوة لديهم في البلاد من أجل الحصول على مقابل مادي، ولكن ما يبقى خافيا هو كيفية التعامل الأمريكي والأوروبي مع هذا الفائض.
الأوروبيون انفردوا عن الأمريكيين واتخذوا موقفاً إزاء الروس من خلال اعتزامهم معاقبة فاغنر وهي الجيش السري لروسيا أكثر من الأمريكيين ولا سيما أنها بدأت تضر بمصالح أوروبا في مناطق نفوذها في أوروبا وأفريقيا كما يقول وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان بحسب ما نقلته عنه فرانس 24.
فاغنر قاتل مأجور
وحول فاغنر يوضح روسلان ليفييف رئيس مجموعة كونفليكت انتلجينس الاستقصائية المستقلة لقناة الجزيرة أنها غير مسجلة قانونياً في روسيا، ومنذ ظهورها في سوريا لم تتأخر السلطات الروسية عن نفي وجودها أصلاً بداعي أن القانون الروسي يمنع وجود شركات عسكرية خاصة
ويضيف أنه على الرغم من مقتل أعداد كبيرة من فاغنر في سوريا وليبيا إلا أن السلطات الروسية تتعامل مع المسألة على أنهم مواطنون روس ذهبوا بمفردهم للقتال هناك أو حراسة منشآت اقتصادية.
اكتشاف جرائم فاغنر
ورأى الأكاديمي والباحث السياسي والخبير في الشأن الروسي د. محمود الحمزة أن اكتشاف الأوروبيين نشاطات فاغنر جاء متأخراً، والجميع يعرف ما هي الأعمال التي تقوم بها ولا سيما في سوريا، ولكنهم الآن يضخمون أمرها لحقٍ يراد به باطل، ولا سيما على خلفية التوتر بين الروس والناتو في أوكرانيا.
وقال د. الحمزة إن هناك مئات القرارات من العقوبات ضد روسيا ومعاقبة فاغنر لا تؤثر عليها في شيئ لأن لديها طرق للالتفاف عليها من بينها تغيير اسمها، وأيضاً الروس لا يطبقون العقوبات ومن بينها قانون قيصر.
وأضاف أن الروس لن يساوموا على فاغنر لأنها سلاحهم القوي في حل ملفات معقدة وهي تنفذ سياستهم، ولا سيما أنها تسير بجانب شركات تنقب عن النفط والذهب وغيرها في المناطق التي تمد روسيا نفوذها إليها.
لغة المصالح
وقال الباحث السياسي والأكاديمي د. فايز قنطار إن فاغنر هي امتداد للمافيا الروسية والذراع التي تنفذ الأعمال القذرة، وما قامت به في سوريا هي جرائم حرب لم يلتفت العالم إليها ولكن حين مست أعمالها مصالح الدول الأوروبية قررت فرض عقوبات عليها.
وأضاف أن ثمة تباين بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إزاء قضية فاغنر لقربها من دوله ولتضرر أوروبا من أعمالها ولا سيما في أوكرانيا، مشيراً إلى أن المصالح بالنتيجة هي التي تحرك سياسات الدول وأما قضايا حقوق الإنسان فتأتي في ذيل القائمة وتستخدم إعلامياً ليس أكثر.
وقال إن فاغنر هي منظمة مرتزقة جاهزة للقتال لمن يدفع لها وتستطيع روسيا التملص من أعمالها على الرغم من أنها تمارس أعمالها على الطريقة الداعشية وجميع أسباب وضعها على قائمة الإرهاب موجودة.
ولم تظهر انتقادات أوروبية لشركة فاغنر خلال فترة نشاطها لمنع سقوط النظام في سوريا ولكن يبدو أن الأضرار التي ألحقتها أخيرا بمصالحها دفعتها لاتخاذ حزمة عقوبات، بعيدا عن الولايات المتحدة التي وإن واجهت فاغنر على الأرض كما حصل في حقل كونيكو شرق الفرات إلا أنها لم تسر مع الأوروبيين في معاقبتها.
وقد يكون للتفاهمات الأمريكية الروسية بخصوص سوريا التي تحدث عنها الاتحاد الأوروبي أخيراً خلال نقاشات بروكسل حول الملف السوري، دور إزاء الموقف من فاغنر، ولكن هل يصعد الأوربيون ضد الروس بمعزل عن الأمريكيين من بوابة فاغنر وكيف ينعكس ذلك على الساحة السورية؟