تفاقم معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في مخيمات الساحل بإدلب
"مسؤول رعاية اجتماعية" بمخيمات الساحل: "نعمل على إنشاء مكتب طبي لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة".
يواجه ذوو الإعاقة والاحتياجات الخاصة في مخيمات الساحل بريف إدلب صعوبة كبيرة في التنقل وقضاء احتياجاتهم اليومية وسط إهمال كبير من قبل منظمات المجتمع المدني لهذه الفئة التي تعاني التهميش.
إبراهيم بيضون وهو نازح في مخيم عائدون يقول في حديثه لراديو الكل، إنه يجد صعوبة كبيرة في التنقل ضمن المخيم لعدم وجود طرقات تساعده، مشيراً إلى أن أهم احتياجاته في الوقت الراهن هي كرسي متحرك كهربائي يعينه في التنقل بالإضافة إلى بعض الأدوية.
محمد عبد الكريم نازح آخر في مخيم التعاون، يبين في حديثه لراديو الكل، أنه تعرض لإصابة في رأسه بسبب قصف سابق للنظام على منطقته ما أدى إلى فقدان بصره بالإضافة لإصابات في اليد والقدم تقيد حركته ولا يستطيع العمل، مناشداً المنظمات لتقديم المساعدة له ولأسرته.
أم مؤيد نازحة في مخيم جنان تؤكد لراديو الكل، أن لديها عجز بنسبة 100% وليس لديها القدرة على التحرك دون مساعدة أبنائها، مضيفة أنها بحاجة إلى زيادة مساحة خيمتها حتى تستطيع التحرك بها براحتها بالإضافة إلى بعض الاحتياجات الأخرى.
معتز بلة مسؤول في مكتب الرعاية والشؤون الاجتماعية في دائرة الساحل لشؤون المهجرين يوضح في حديثه لراديو الكل، أنهم يسعون مع المنظمات العاملة في المنطقة لتأمين كافة الحاجات الطبية وكافة الحالات الإنسانية ضمن 50 مخيماً يقطن فيها 7300 عائلة.
ويشير معتز إلى أن عدد الحالات الخاصة في تلك المخيمات تجاوزت الـ 581 حالة مسجلة لديهم، ضمنها 90 حالة مصابة بالعمى و190 حالة مصابة بالشلل و79 حالة بتر و170 حالة ضمور دماغي و44 حالة سرطان بالإضافة إلى 188 حالة مصابة بأمراض أخرى.
ويلفت إلى أنهم بشكل دائم يقومون بالتواصل مع المنظمات لتوجيههم إلى تلك الحالات وتقديم لهم كافة المساعدات كأسرة عجزة وكراسي متحركة وبعض الأدوية الدائمة، مؤكداً أنهم يسعون حالياً إلى إنشاء مكتب طبي في المنطقة ليضم كافة تلك الحالات ومساعدتهم عن طريق الجهات الداعمة.
وذوو الاحتياجات الخاصة من أكثر الفئات عرضة للتهميش والإهمال، بالإضافة إلى معاناتهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة وخاصة أرباب الأسر منهم مع غياب تأمين فرص عمل لهم من المنظمات والجهات المسؤولة في المخيمات.
ويوافق يوم الجمعة في الثالث من شهر كانون الأول الحالي اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة وهو يوم عالمي خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الإعاقة، وضمان حقوقهم.
وتبذل المنظمات العاملة في الشمال السوري بالتعاون مع الجهات المسؤولة في المخيمات جهوداً لتخفيف المعاناة عن أصحاب الإعاقة الجسدية والاحتياجات الخاصة، مثل تقديم الأدوية وكراسي متحركة، لكن معظم تلك الحلول تعتبر إسعافية نظراً للصعوبات الكبيرة التي يواجهونها.