النايلون والألبسة المهترئة بديلاً عن المحروقات لمواجهة البرد في إدلب
أحد الأطباء في إدلب يحذر من استعمال النايلون والألبسة وقودًا للتدفئة كونها تُتنج مواداً كيميائية
نار تُدفئهم ولا برد يقتلهم، بهذه الكلمات بدأ شامل الروّاس مهجّر من غوطة دمشق إلى قرية دلبيا في ريف مدينة سلقين، حديثه لراديو الكل، إذ قال إن “الظروف الصعبة أجبرته على الخروج كل يوم بحثاً عن مواد النايلون لجعلها وقوداً من أجل تدفئة عائلته من برد الشتاء”.
وأضاف الرواس، أن طفله ذي الخمسة أعوام، يشتكي من مشاكل صدرية بسبب استنشاقه الدخان المتصاعد من النايلون المُحترق، منوهاً بأن وضعه المادي والمعيشي دفعه إلى استخدام مواد تدفئة مضرة.
بينما فارس العبد من أهالي بلدة الظهر في ريف دركوش يبين لراديو الكل، أنه يستخدم النايلون في تسخين المياه من أجل الاستحمام في المنزل بسبب عدم قدرته على شراء المحروقات أو حتى الحطب.
وتابع العبد: وفقًا لما قاله الطبيب له، إن المواد غير الصالحة للتدفئة قد تؤدي لاحقاً إلى إصابة أطفاله بأمراض السرطان كونها تحتوي مواداً كيميائية.
يثرب جقل من أهالي بلدة الغفر، وهي أرملة ولديها 5 أطفال، تؤكد لراديو الكل، أنها تذهب كل أسبوع إلى محل الألبسة المستعملة، وتشتري بـ 50 ليرة تركي كمية من الألبسة المهترئة تصل إلى 70 كيلوغراماً من أجل استخدامها في التدفئة.
وبينت جقل أن وضعها المعيشي وانعدام فرص العمل لا يمكنها من شراء المواد الصالحة للتدفئة، وهي مجبرة على شراء الألبسة المهترئة لرخص ثمنها على الرغم من المخاطر الناتجة عنها.
محمد الخالد مدير مركز الرعاية الصحية في مدينة سلقين يوضح لراديو الكل، أن المركز يستقبل شهرياً ما يزيد عن 40 طفلًا تتراوح أعمارهم بين السنة و5 سنوات مصابين بالتهابات في الرئتين، الناجمة عن استنشاق مواد كيميائية، مشيراً إلى وجود الكثير من الأطفال يخضعون إلى جلسات رذاذ كل 10 أيّام بسبب تفاقم حالتهم الصحية.
وحذّر الطبيب يزن القاسم الأهالي عبر أثير راديو الكل، من استعمال النايلون والألبسة وقودًا للتدفئة لأنها تُتنج مواداً كيميائية تصيب الأشخاص بأمراض السرطان مستقبلًا، مؤكداً أن استنشاق الروائح الناجمة عن مواد البلاستيك يشكل خطورة لدى الحوامل، ويؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية للجنين.
ويصاب الأطفال في الشمال السوري بأمراض متعددة مع بداية فصل الشتاء بسبب انخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى غياب مواد التدفئة الأصلية وخاصةً في المخيمات التي يعاني قاطنوها من أوضاع إنسانية صعبة للغاية.
ويعيش الأهالي في مخيمات شمال غربي سوريا أوضاعاً مزرية يرافقها ارتفاع كبير في أسعار كافة المواد بما فيها المحروقات ما زاد في معاناتهم.