هل حمل المقداد إلى طهران الشروط العربية للتطبيع مع النظام؟
محللون: النظام لا يمكن أن ينفذ الشروط دون ضغوط من القوى الكبرى؟
حراك إقليمي للدول المعنية بالشأن السوري ولا سيما الخليجية لعل من أبرزها زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد إلى طهران التي وصلها وزير خارجية النظام فيصل المقداد بالتزامن مع تلك الزيارة.
وتكتسي هذه التحركات أهمية على اعتبار الإمارات تقود رؤية عربية للتطبيع مع النظام بشروط من بينها الحد من نفوذ إيران، في حين أن النظام كما تسرب في وسائل إعلام شكل فريق عمل لدراسة تلك الطلبات وقد يكون المقداد حملها معه إلى إيران.
وكشف تقرير للنهار العربي أن نظام الاسد شكل فريق عمل لدراسة مطالب دول عربية في مقدمتها الإمارات والأردن للتقدم خطوات باتجاه التطبيع معه من بينها الحد من نفوذ إيران في سوريا وهي تنتظر منه خطوة لا بدّ أن تليها خطوات.
مقداد والشروط العربية
ورأى محللون ومن بينهم الدكتور “عبد الظاهر وحود”، الأمين العام للتيار الثوري السوري أنه من غير المستبعد أن يكون فيصل المقداد حمل معه إلى طهران تفاصيل تلك الشروط مشيرا إلى أن النظام يعيش أزمة كبيرة ولكنه لن يتخلى عن إيران إلا إذا جاء من يدفع أكثر بمعنى أنه إذا كانت المغريات العربية أكبر.
تزامن زيارة المقداد وطحنون
ولكن من جهة أخرى فإن تزامن زيارة مقداد إلى طهران مع زيارة لمستشار الأمن القومي الإماراتي التي تقود بلاده التطبيع مع النظام قد يكون له وجه آخر ولا سيما في ضوء أنباء تسربت عن استدعاء إيران للمقداد وهو أن الهدف من هذا التزامن توجيه رسالة للمسؤول الإماراتي أن لا تطبيع مع النظام إلا من خلال إيران.
ورأى د. زكريا ملاحفجي عضو الائتلاف الوطني أن النظام لا يستطيع تنفيذ شروط عربية للحد من النفوذ الإيراني وأيضا لا يمكن له أن يهيئ الظروف الملائمة لعودة اللاجئين، وواهم من يعتقد أن النظام يمكن أن ينفذ تلك الشروط دون ضغوط دولية.
النظام يوهم الآخرين بدراسة الشروط
وأوضح د. ملاحفجي أن النظام يعطي الانطباع للآخرين بأنه يدرس الشروط ويشكل لجنة أو فريق عمل ولكنه بالحقيقة غير قادر على تلبية أية شروط عربية ولا سيما أن وجوده مرتبط بإيران وروسيا.
واستبعد ملاحفجي أن يكون هناك خلاف بين إيران والنظام وقال: إن علاقة النظام بإيران استراتيجية وتمتد منذ نظام الأسد الأب، والجانبان يذهبان نحو تعميق العلاقات بينهما ولا سيما في المنحى الاقتصادي.
ورأى المحلل السياسي د. غزوان عدي أن الأنظمة العربية لديها نفس طبيعة النظام ولكنها تختلف عنه بأنها لن ترتكب الجرائم التي ارتكبها، مشيرا إلى أن تلك الأنظمة تحاول أن تجد طريقة لإعادة التطبيع معه.
الإمارات لا تتحرك تلقائيا
وقال إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعارضان إعادة التطبيع مع النظام ولكن ليس لديهما قرار بتغييره ولهذا تتدخل الإمارات من خلال ترغيب إيران سياسيا أو ماليا بأن ترضى بتحديد دورها في سوريا بما لا يضر بمصالح إسرائيل.
وأضاف أن الإمارات بعد أن أظهرت علاقاتها الواضحة بإسرائيل لا تتحرك إلا برضا إسرائيل وبشكل غير مباشر بموافقة السعودية وهي لا تستطيع التحرك بشكل معزول عن القوى الفاعلة.