إيران تدعو النظام للتحلي بالشجاعة ومواجهة إسرائيل.. والمقداد يقول إنه يرد باستهداف الإرهابيين
محللون: تحول خطير بالعلاقة بين النظام وإيران وعلى المعارضة قراءة المشهد والاستفادة من التناقضات
رفع الإيرانيون وميليشيا حزب الله سقف مطالبهم من النظام بدعوته للرد على اعتداءات إسرائيل على الأراضي السورية وصلت بأحد المقربين من تلك الميليشيات إلى حثه ومن خلال قناة السورية الرسمية على التحلي بالشجاعة كما يفعل حسن نصرالله، متسائلا لماذا لا تفتح القيادة في سوريا جبهة الجولان.
المقداد والرد على إسرائيل
والسؤال ذاته وجهه مراسل قناة تلفزيونية إيرانية لوزير خارجية النظام فيصل المقداد في مؤتمر صحفي خلال زيارته لطهران وكان رد فيصل المقداد بأن معادلة ردع إسرائيل في يد النظام.
وقال المقداد إن الرد على إسرائيل يحمل أوجهاً متعددة وما يقوم به ” الجيش ” الآن من استهداف من أسماهم بالإرهابيين هو رد مباشر على اعتداءات إسرائيل؛ لأن إسرائيل تقف وراء معظمهم.
سؤال المراسل الإيراني للمقداد عبر عنه بشكل أكثر وضوحا محمد حيدر الخبير بالشؤون السياسية المحسوب على ميليشيا حزب الله، إذ دعا وبشكل لافت وغير مسبوق عبر تلفزيون النظام بشار الأسد إلى أن يفتح جبهة الجولان ويتحلى بالشجاعة مثل حسن نصرالله الذي تحدى إسرائيل وأدخل النفط الإيراني إلى لبنان.
الضغط على النظام
الكاتب والباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور رأى أن الهدف من الضغط الإيراني على النظام يندرج في إطار استراتيجية تحويل سوريا إلى جبهة متقدمة ضد إسرائيل لاستخدامها في أوراق سياسية ولا سيما ما يتعلق بملفها النووي.
وقال قدور إن تصريح محمد حيدر عبر قناة تلفزيونية رسمية تتبع النظام هو إهانة كبيرة له خاصة أنه وصفه بالجبن وبأن عليه التحلي بشجاعة حسن نصرالله.
وأضاف قدور أن محمد حيدر هو شخصية إرهابية تتبع لحزب الله وهو أحد أعضاء مجلس الشورى في الحزب ومسؤول عن الشبكة الخارجية للحزب وقد وضع على قوائم الإرهاب منذ العام 2019.
وقال قدور إن تصريح المقداد بأن النظام يرد من خلال استهداف الإرهابيين، هو لتبرير قتل الشعب السوري، متسائلا هل هذه الملايين من السوريين المتناثرين في المخيمات وخارج سوريا وخارج سيطرة النظام جميعهم إرهابيون؟
تصريح حيدر تحول خطير
ومن جانبه وصف زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية تصريح محمد حيدر بأنه تطور خطير في سياق العلاقات بين إيران والنظام ويجب أن وضعه في مكانه خاصة أنه يشكل إهانة للنظام.
وأضاف أن تصريح حيدر له سياقات ضمن الجسم الإيراني، والتناقضات بين هذا الجسم المتدخل في سوريا وبين بشار الأسد هي نقطة شديدة الأهمية والضبابية وتحتاج من الذين يشتغلون السياسة في سوريا أن يعوها جيدا ويوظفوها بطريقة تعود بالخير على السوريين، وهذه التناقضات فرصة للمعارضة.
التناقضات فرصة ثمينة للمعارضة
وقال إن المعارضة السورية جعلت نفسها جزءا من التناقضات ومحسوبة عليها، مضيفا أن السوريين يحتاجون إلى مشهد يجمل قضيتهم ولا سيما لجهة تمثيل المعارضة مصالح جميع السوريين سواء في مناطق النظام أو في المناطق الخارجة عن سيطرته.
ولطالما كرر النظام بعد كل غارة إسرائيلية عبارة : نحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين، لكن المقداد أشار هذه المرة إلى أن النظام يرد على إسرائيل من خلال استهداف الإرهابيين ويقصد هنا السوريين الموجودين في إدلب.