الوكالة الأمريكية للتنمية تزرع القمح في شرق الفرات وتدرس دعم مشاريع البنى التحتية
شلال كدو: "لا يمكن أن تكون هناك مشاريع دون أهداف سياسية، وشرق الفرات على صفيح ساخن".
عقد ممثلون عن الوكالة الأمريكية للتنمية اجتماعاً مع اتحاد المقاولين في الرقة ومنظمة “سبل العيش في سوريا”، تم فيه مناقشة مشاريع البنى التحتية في شمال شرقي سوريا، بحسب ما نقل موقع “نورث برس”، عن محمد سينو، الرئيس المشارك لاتحاد المقاولين.
ويأتي الاجتماع الذي تم عبر تقنية الفيديو، بعد تشكيل اتحاد المقاولين في الرقة، مجموعة الخبرة في مجال الإنشاء مع منظمة سبل العيش في سوريا بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية، لتطوير قطاع الإنشاءات المعمارية في شمال شرقي سوريا.
وبحسب موقع “نورث برس”، فإن المقاولين قدموا خلال الاجتماع مقترحات، وتوصيات، وآراء بخصوص أبرز المشاريع التي يجب دعمها أو دراستها، مثل تأهيل الجسور، والطرق، وشبكات الصرف الصحي، وشبكات الكهرباء.
وكانت الوكالة الأمريكية قدمت منتصف الشهر الماضي ثلاثة أطنان من بذار القمح للفلاحين، وقالت في بيان نشر على صفحتها الرسمية في فيسبوك، إن “البذار تتلاءم مع معايير الجودة”، بعد أن كان مسؤولو النظام حذروا الفلاحين من زراعتها بسبب ضررها، بحسب تعبير محافظ الحسكة غسان خليل.
للمشاريع أهداف سياسية
ورأى شلال كدو عضو الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري عن المجلس الكردي، أن للمشاريع المعلنة أهدافاً سياسية، ومنطقة شرق الفرات الآن هي على صفيح ساخن، ويتم مناقشة مصيرها في المباحثات السرية الأمريكية الروسية.
وقال كدو: إن “الولايات المتحدة لا تصرف دولاراً واحداً دون أن يكون هناك مقابل، وهي تسعى حتى الآن إلى البقاء في المنطقة وتساوم روسيا على ذلك”، مشيراً إلى أن الوضع شرق الفرات يخضع لتفاهمات أمريكية روسية وإيرانية ربما.
وأضاف كدو، أنه لا توجد هناك نوايا أمريكية للتقسيم في سوريا لأنه مرفوض إقليمياً ودولياً ومحلياً، ولا سيما أن المكون الكردي في المنطقة وغيره من المكونات يرفضون جميعاً مسألة التقسيم رفضاً قاطعاً.
المشاريع رهن باتفاق أمريكي تركي
من جانبه رأى الكاتب والباحث السياسي أحمد الرمح أن منطقة شرق الفرات هي مستقرة الآن وتحت الحماية الأمريكية وإقامة أي مشاريع كبرى فيها هو رهن بالاتفاق مع تركيا.
وقال الرمح: إنه “لا يمكن أن يكون هناك مشروعات دون قرار سياسي، ومناطق شرق وغرب الفرات لن تنعم بتنمية دون تفاهم سياسي إقليمي ودولي”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تدعم شرق الفرات من أموالها بل من الدعم الخليجي وثروات المنطقة ذاتها.
وأضاف أن تطورات شرق الفرات لا تسير باتجاه مستقبل الحكم الذاتي شمال العراق، بل هي أكثر باتجاه مفاوضات أمريكية تركية بهدف الوصول إلى تفاهم يتبعه اتفاق على مستقبل شرق الفرات وغربه.
وتأتي التطورات شرق الفرات ومن بينها إقامة مشاريع بدعم أمريكي في خضم ما يثار سياسياً من أخذ ورد حول مفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام برعاية روسية تجري، إلا أن تلك المشاريع قد تندرج في إطار ترتيبات من نوع مختلف تدلل على توجه لاستقرار شرق الفرات.