هل تقليل مهور النساء في إدلب يؤثر على حياتهن الزوجية؟
أحد الشيوخ بإدلب يؤكد أنه من واجب الأهالي تيسير الزواج كما ورد في السنة النبوية
يعمد أهالٍ في محافظة إدلب إلى تقليل مهور بناتهن لتسهيل زواجهن ومراعاة وضع الشباب الاقتصادي السيء، فهل هذا يؤثر على حياة المرأة الزوجية كما هو متعارف عليه في عادات وتقاليد المجتمع أم بات ذلك ضرورة يقتضيها الواقع الراهن في المنطقة عموماً؟.
ناهد بكري نازحة في بلدة حزانو بريف إدلب الشمالي ترفض خفض قيمة مهور البنات، وترى أن من حق الفتاة المقبلة على الزواج تأمين حقوقها الشرعية والحصول على كامل مستلزماتها بما يتناسب مع ارتفاع الأسعار في المنطقة، بحسب ما قالته لراديو الكل.
ويختلف رأي محمد حامض من سرمدا عن ناهد، حيث يجد أن مراعاة ذوي الفتاة لوضع الشباب هي بمثابة خطوة مهمة للغاية وتعزز التكافل الاجتماعي، مطالباً عبر أثير راديو الكل بتخفيض المهور ليتمكن الشباب من الزواج.
محمد العمر نازح في مدينة إدلب يؤكد لراديو الكل، أن عدم المغالاة في المهور لا يقلل من شأن المرأة إطلاقاً بل هو كفيل بتقليل نسب العنوسة في المجتمع، وخاصة مع هجرة ووفاة واعتقال الكثير من الشباب، مشيراً إلى أن رفع قيمة المهور ليست إلا “عادة بالية” من شأنها أن تسبب “مشاكل خطيرة” بين فئة الشباب.
الشيخ سعد الدين اليحيى الحاصل على ماجستير دراسات إسلامية والمقيم في بابسقا غربي باب الهوى، يوضح في حديثه لراديو الكل، أن الإسلام حفظ حق المرأة من خلال المهر ولكنه لم يقيده بقيمة معينة ولكن واجب على الأهالي تيسير الزواج كما ورد في السنة النبوية، لافتاً إلى أن تأثير قيمة المهر على حياة الزوجة لا يمكن حسمه لأن ذلك يعود لأخلاق الزوج.
رغد مهنا مرشدة نفسية في إدلب المدينة تبين لراديو الكل، أن المهر المرتفع يسبب مشاكل اجتماعية كثيرة، وتقليل المهر واجب على الأهالي، مشيرة إلى أنه من واجب الزوج أن يقدر ويحترم ويراعي الزوجة وأهلها وتعويضها قدر الإمكان.
وعزف الكثير من الشبان في محافظة إدلب عن الزواج في السنوات الأخيرة بسبب عجزهم عن تحمل تكاليفه، وخاصة بعد النزوح إذ لم يعودوا قادرين على توفير سكن ثابت بعد خسارة بيوتهم وأرزاقهم.
وأمام هذا الواقع المتردي وظروف النزوح وعزف الكثير من الشباب عن الزواج أدى إلى ارتفاع نسبة العنوسة في الشمال السوري عموماً.