الروس والإيرانيون يندفعون اقتصاديا نحو دمشق.. هل توقف العرب عند معبر نصيب؟
محللون: القوة العربية هي في مصر والسعودية وما تقوم به الإمارات والأردن لايمكن تسميته تطبيعاً عربياً
عقد مسؤولون إيرانيون اجتماعات في دمشق تركزت على الجانب الاقتصادي وتطوير العلاقات وبحث المشاريع، بالتزامن مع وجود وفد وزاري تابع للنظام في موسكو يحضر لانعقاد الدورة الثالثة عشرة للجنة المشتركة بين الجانبين.
اللقاءات الإيرانية والروسية جاءت بعد اندفاعة عربية باتجاه دمشق قادتها الإمارات والأردن وتمخضت عن اتفاق لاقامة محطة كهربائية باستثمارات إماراتية وفتح المنطقة الحرة في معبر نصيب الحدودي.
ورأى د. عبد المنعم حلبي الأكاديمي والباحث في العلاقات الاقتصادية الدولية، أن اللقاءات بين النظام وكل من إيران وروسيا على الصعيد الاقتصادي ليست في إطار التنافس.
وقال إن إيران على مدى العقود الماضية سمحت للنظام بالتحرك عربيا بما يحقق مصالح سياسية واقتصادية، ولكن الأمر الآن مختلف فالنظام هو تابع مسموح له التحرك فقط ضمن هوامش ضيق لا يحقق من خلاله مكاسب سياسية على حساب إيران.
وبالنسبة لروسيا قال د.عبد المنعم حلبي فإنها خلافا لإيران فإنها تدفع النظام نحو الدول العربية وتحاول دعمه لتحقيق خطوات متقدمة، ولكن المشكلة الحقيقية بالنسبة للنظام تتمثل في إقناع الإيرانيين بما يريده الروس، وإقناع العرب أيضا بأنه يريد التخلي عن دور إيران.
وفيما يتعلق بالنظام قال د. حلبي إن ما يريده واضح وهو الوصول إلى أساسيات الوجود الاقتصادي ولكن هناك فجوة كبيرة بين مايحتاجه السوريون وبين ما يطرح من مشاريع كبرى.
وأضاف أن ما يجري بالنسبة للإمارات والأردن بخصوص العلاقة مع النظام لا يمكن تسميته بالتطبيع العربي لأن القوة الحقيقة هي في مصر والسعودية موضحا أن هناك مطالب عربية كبيرة من النظام ولا سيما ما يتعلق بإيران وبتعامله مع السوريين.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله زيزان أن هناك اندفاعة عربية تقودها الإمارات وربما سيكون هناك نوع من الاستقطاب بين روسيا وإيران ودول أخرى من بينها الإمارات وهذا يندرج في إطار التنافس بينها.
وقال إن الوضع الاقتصادي المأزوم يضغط على النظام وأيضا فإن داعميه أي إيران وروسيا هم في أزمة أيضا، ولذلك فإن ما تقوم به إيران في سوريا هدفه دعم اقتصادها المتهالك وأيضا اقتصاد النظام.
وأضاف زيزان أن هناك رغبة من قبل دول عربية بفتح علاقات مع النظام ولكن هناك تريث لبعض الوقت ريثما يتضح أكثر الموقف الغربي.
وكانت اللجنة التجارية المشتركة بين إيران والنظام عقدت اجتماعاتها بدمشق كما تم افتتاح المركز التجاري الإيراني بالمنطقة الحرة بدمشق، بالتزامن مع زيارة وفد وزاري تابع للنظام برئاسة وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام إلى موسكو للتحضير لانعقاد الدورة الثالثة عشرة للجنة المشتركة بين الجانبين.
وتبدو الاجتماعات الاقتصادية المكثفة التي يعقدها الإيرانيون والروس مع النظام لافتة من حيث توقيتها، بعد الاندفاعة العربية اتجاه النظام التي قادتها الإمارات والأردن، والتي يتحدث النظام بأن كثيراً من الدول ولا سيما العربية تدور في إطار إعادة علاقاتها مع النظام وهو ما روج له وزير خارجيته فيصل المقداد بقوله لقناة سما إنه لا يسمع من الدول الأخرى إلا كلاما إيجابيا في هذا الإطار.