شهادتان لوعد الخطيب وعمر الشغري .. هل يفتح مجلس الأمن ضفة جديدة لملف العدالة في سوريا
د. زكريا ملاحفجي: جلسة مجلس الأمن مهمة إنما مسألة البناء عليها أمر مختلف
عقد مجلس الأمن جلسة بصيغة آريا غير الرسمية، من أجل المساءلة بشأن جرائم الحرب في سوريا استمع فيها إلى آراء من بينهم المخرجة السورية وعد الخطيب، والناشط والمعتقل السابق عمر الشغري، والمحامي إبراهيم العلبي.
وشارك في الجلسة أعضاء مجلس الأمن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأستونيا بالإضافة إلى رعاة آخرين، كبلجيكا ، وكندا، وألمانيا، وجورجيا، وليختنشتاين، وهولندا، وقطر، والسويد، وتركيا.
ودعت ممثلتا الولايات المتحدة وفرنسا ليندا توماس غرينفيلد، وناتالي برودهرست إلى محافظة المجتمع الدولي على الالتزام الراسخ تجاههم، وتحقيق العدالة لجميع ضحايا النظام.
وتحدثت في الجلسة الناشطة والمخرجة وعد الخطيب ووجهت انتقادات لمجلس الأمن بسبب تقاعسه عن محاسبة المتورطين بجرائم حرب في سوريا
وسلط عمر الشغري الضوء على انتهاكات النظام بحق المعتقلين عبر عرض تجربته والتعذيب الذي تعرض له حين كان معتقلاً
ورأى المحامي عمار عز الدين مدير مكتب رابطة المحامين السوريين الأحرار في هاتاي أن شهادتي الخطيب والشغري هي جهود إضافية في إطار ملف العدالة.
الجلسة مهمة إنما البناء عليها مختلف
أكد د. زكريا ملاحفجي عضو الائتلاف الوطني السوري أهمية جلسة مجلس الأمن في تذكير العالم بالجرائم التي ارتكبها النظام مستدركا أن البناء على مجريات الجلسة شيء مختلف.
وقال إن تقديم شهادات في جلسة مجلس الأمن مهم بتذكير العالم بما يرتكبه النظام من جرائم بحق السوريين، ولا سيما أمام ممثلي دول فاعلة ويرفعون تقاريرهم إلى صانعي القرار في بلدانهم.
وأضاف أن الائتلاف الوطني يعمل بشكل دائم من خلال الاتصالات واللقاءات على تفعيل ملف العدالة مشيرا إلى أن العدالة لا يمكن أن تتحقق إلا إذا لم يتحرك المجتمع الدولي، ولكن لن يموت حق وراءه مطالب.
تلميع صورة المجلس
ومن جانبه رأى الباحث التاريخي والسياسي د. عمر الحسون أن هدف جلسة مجلس الأمن إعلامي لتلميع صورة المجلس.
وقال إن القوى الكبرى عندما تريد تنفيذ أمر فلا تعبأ لا بمجلس الأمن الدولي ولا بغيره مشيرا إلى أن الفيتو يستخدم لمصالح تلك القوى.
وأضاف لو كان هناك إرادة دولية لكانت القوى الكبرى حلت القضية السورية من خلال الهاتف وببضع كلمات كما حصل بالنسبة لمصر أو ليبيا، لافتا إلى أن روسيا لم تدخل إلى سوريا إلى جانب النظام إلا بموافقة الولايات المتحدة.
الضفة التي فتحها مجلس الأمن بدت معبرا جديدا على طريق العدالة، وإن كانت غير رسيمة فقد أتاحت الفرصة لرفع الصوت باسم الضحايا السوريين وذويهم أمام دول فاعلة وربما بدورهم يوسعون دائرة الاستماع والتصريحات باتجاه الفعل.