الروس يدفعون للحوار والنظام يحاصر “مسد” بمبادرة عمر أوسي
محللون: موقف قسد ضعيف لكن لا يزال لديها هامش مناورة
بعد زيارة إلهام أحمد القيادية في مسد إلى موسكو والتي لم يكشف عن تفاصيلها، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية استنادا إلى مصادرها أن الروس دفعوا باتجاه حوار بين مسد والنظام، برعايتهم وبعدم ممانعة أمريكية وبأن هذا الحوار بات قريبا، إلا أن مصادر النظام نفت اليوم رواية الشرق الأوسط وأعادت بنفس الوقت التأكيد بأن أي حوار لا بد أن يستند إلى المبادرة الكردية التي عرضها عضو مجلس الشعب الأسبق عمر أوسي.
علي تمي: موقف قسد ضعيف
ورأى علي تمي المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي في سوريا أن موقف مجلس سوريا الديمقراطية ضعيف جدا مقارنة مع موقف النظام الآن، مؤكداً أنهم يهرولون خلف النظام الذي يمتنع عن فتح حوار معهم ويحاولون اللجوء إلى الروس لإيجاد مخرج لهم من ضغوط تركيا
وأشار علي تمي إلى أن النظام لا يزال يتعامل مع تنظيم حزب العمال الكردستاني الذي يعد جزءا من منظومة قسد، منذ سلمه مناطق شرق الفرات في العام 2012 بناء على اتفاق مكتوب بين الجانبين.
وقال إن النظام لن يدخل إلى مناطق الشمال مثل عين العرب والدرباسية لأن عينه على مناطق شرق الفرات النفطية التي يطالب بالسيطرة عليها، ولا يريد أن يكون حاجزا لمنع عمل عسكري تركي ولدى الروس أيضا نفس النظرة.
شلال كدو: أوسي جزء من النظام
وكان شلال كدو عضو الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري عن المجلس الكردي أكد أن مبادرة عمر أوسي تمت صياغتها بالتنسيق مع النظام إذ إنه من المعروف أن عمر أوسي هو ضابط ارتباط بين النظام وبين حزب العمال الكردستاني.
المحلل السياسي محمود عثمان رأى أن النظام يريد الآن استعادة مناطق شرق الفرات التي كان تخلى عنها لمنظومة تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي، وبالمقابل فإن قسد تريد مقابلا إلا أن النظام يرفض ذلك.
اتجاه إجباري لقسد
وقال محمود عثمان إن هناك اتجاها إجباريا أمام قسد هو التوجه نحو النظام، وهذا يختلف عن خيارات أخرى في السابق ومنها انحيازها للثورة السورية لكنها أخطأت وأضاعت الفرصة ظناً منها أن تحالفها مع واشنطن سيكسبها ميزات وهي الآن أمام فتات يرميه لها النظام.
وأضاف محمود عثمان أن تركيا جادة في إبعاد قسد عن حدودها وتحاول الآن تنفيذ ذلك بالطرق الدبلوماسية، وإذا استعصى الأمر فإنها ستبعدهم بالقوة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة إذا اضطرت إلى وضع تركيا وقسد في كفتين فإنها سترجح بكل تأكيد كفة تركيا.
هامش مناورة
الباحث في مركز الحوار السوري محمد سالم رأى أن هناك هامش مناورة لقوات سوريا الديمقراطية لأن الانسحاب الأمريكي غير وارد في ظل إدارة جو بايدن، ولكن ليس هناك تقاربا بينها وبين النظام فهي تطالب بكيان يشبه ما هو موجود في شمال العراق في حين أن النظام متعنت ولن يقبل إلا بإعادة شرق الفرات.
وقال محمد سالم إن الظروف الإقليمية والدولية تدفع قوات سوريا الديمقراطية باتجاه الحوار مع النظام ولكنها ليست في وراد أن تقبل بما يمليه عليها الروس أو النظام ومن ضمنها مبادرة عمر أوسي التي هدفها إعادة النظام إلى شرق الفرات.
وأضاف أن القاعدة الشعبية شرق الفرات بعيدة عن النظام وعن قوات سوريا الديمقراطية معا، ولكنها تفضل تلك القوات بحماية أمريكية على النظام، وهو ما بزر مؤخرا عند تصدي الأهالي لدورية روسية، مع الإشارة إلى الانتهاكات التي تقوم بها سوريا الديمقراطية.