هل يساعد تخفيف العقوبات الأمريكية السوريين؟
محللون: فرصة للنظام للإفادة من عمل المنظمات الإنسانية وأيضا للروس في مطالبتهم بدعم التعافي المبكر
بالتزامن مع خطوات التطبيع العربي مع النظام عدلت الولايات المتحدة قانون العقوبات على سوريا، وهي تبحث الآن مع منظمات إنسانية طرقا لمساعدة السوريين بحسب ما أعلن منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك.
وانقسمت ردود الفعل حول تداعيات تعديل العقوبات بين من أكد أهميتها في مساعدة السوريين في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها، وبين محذر من أنها تصب في مصلحة النظام، وقد تكون بداية لتعديلات قادمة.
تخفيف العقوبات والتطبيع
وفي وقت لا يكاد يخلو فيه يوم واحد من إطلاق إحدى الدول العربية التي تسير في طريق التطبيع مع النظام تصريحات متقدمة حول هذا التطبيع، أصدرت الخزانة الأمريكية قرارا عدلت بموجبه العقوبات على سوريا.
تعديل العقوبات اتخذت طابعاً اقتصادياً إنسانياً موازياً لما وضعته الإمارات والأردن من ركائز اقتصادية للتطبيع من خلال اتفاقيات أبرمتها مع النظام وسرت أنباء بأنها مقدمة لحلول أو خطط تؤدي إلى الحل السياسي.
وبرزت تحليلات حذرت من أن تكون التعديلات الأمريكية مقدمة يبنى عليها لما بعدها، لجهة تعديلات أخرى قد تتم في الأيام القادمة، وربما تؤدي إلى إفراغ قانون العقوبات من هدفها بالضغط على النظام للانخراط بالحل السياسي كما يقول المحلل السياسي على رجب بينما.
السوريون مستفيدون
ولكن في المقابل يؤكد هيكو ويمين، مديرُ برنامج سوريا في مجموعةِ الأزماتِ الدولية أن تعديلَ العقوبات من شأنه أن يقلِّل من الانتقاداتِ الموجهةِ إليه لجهةِ أنه يطال الشعبَ السوري أكثرَ من النظام.
ويقول ويمين لصحيفة ذا ناشيونال إن التعديلَ يحدد الفرقَ بين دعمِ التعافي المبكر الذي يستفيد منه السوريون وبين إعادةِ الإعمارِ الذي يعمل النظامُ للاستفادةِ منه.
النظام سيستغل التعديل
ورأى د. عبد الحكيم حسين المصري وزير المالية والاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة أن النظام مستفيد من تعديل العقوبات الأمريكية لأنه أعطى استثناءات لمنظمات إنسانية غير ربحية للعمل في سوريا، مايعني أن النظام مستفيد بشكل رئيس من هذا التعديل.
وقال المصري إن تخفيف العقوبات من شأنه أيضا أن يعطي روسيا دفعا للمطالبة بمزيد من الاستثناءات، ولا سيما أن المشكلة بالنسبة إليها هي الاستثمار أي تحسين الواقع الاقتصادي لدى النظام دون التعرض لعقوبات.
التعديل فرصة للنظام
ورأى الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي أن الاستثناءات التي منحتها الولايات المتحدة سواء للمنظمات الإنسانية أو التعافي المبكر المرتبط بالقرار 2585 الخاص بتمديد المساعدات تعطي فرصة كبيرة للنظام وحلفائه للتفلت أكثر من العقوبات وأيضا تشجع دول أخرى على تنشيط العلاقات الاقتصادية وإعادة تفعيل أو تطبيع العلاقات الدبلوماسية والسياسية.
وقال عاصي إن تخفيف العقوبات الخاص بقضايا التعافي المبكر سببه أن الولايات المتحدة ستكون مستجيبة أكثر لاستمرار تدفق المساعدات الإنسانية وهي تنطلق من مقاربتها في الاهتمام بهذا الملف وقبل أن تنسحب من المنطقة من رغبتها التركيز على مناطق أخرى أكثر أهمية مثل الصين أو غيرها.
وإن بدا التطبيع العربي من البوابة الاقتصادية واضح الأهداف ولا سيما أنه مقترن بإعادة النظام إلى الجامعة العربية إلا أنه ليس كذلك بالنسبة للأمريكيين الذين يؤكدون أن الهدف إنساني بحت وبأنهم لن يدعموا التطبيع مع النظام.