“عفارة الزيتون” في إدلب.. مهنة يزاولها أطفال في المخيمات
أحد أصحاب الأراضي الزراعية بإدلب يؤكد أن "عفارة الزيتون" تسبب أضراراً بالشجر
تنتظر بتول إحدى الفتيات في مخيم حربنوش شمالي إدلب والبالغة من العمر تسع سنوات انتهاء عمل ورشة قطاف الزيتون في الأراضي الزراعية القريبة من خيامهم لتعمل وإخوتها بـ”العفارة”.
و”عفارة الزيتون” هي التقاط الحبات المتبقية على الشجر أو في الأرض بعد الانتهاء من قطاف أصحاب الأرض لزيتونهم حيث أصبحت مهنة يعمل بها الكثير من الأطفال في إدلب.
وتقول بتول لراديو الكل، إنها بعد جمع كميات الزيتون تذهب إلى أحد البائعين لبيعه أو تذهب به إلى السوق لتبسط به علّها تجد أحداً يشتري منها ما جمعته بثمن جيد يعيل عائلتها الفقيرة.
أحمد العبدو أحد أطفال مخيمات معرة مصرين يبين لراديو الكل، أنه يقوم يومياً في الصباح الباكر وقبل ذهابه للمدرسة بعفارة الزيتون من الأراضي الزراعية لجمع كميات منها وبيعها بما يقارب سبع ليرات تركية بغية تأمين مادة الخبز لعائلته.
ويبيع عز الدين الأحمد أحد أطفال مخيمات معرة مصرين أيضاً، كميات من حبات الزيتون بعد تعفيرها بما يقارب 5 ليرات تركية ليؤمن قوت عائلته، بحسب ما أكده لراديو الكل.
عبادة وتي صاحب إحدى الأراضي الزراعية في مدينة سلقين غربي إدلب، يوضح في حديثه لراديو الكل، أن عمل العفارة من أبرز الصعوبات التي تواجههم والتي وصلت إلى حد إلحاق الضرر بالأرض والأشجار، مشيراً إلى أنه لايوجد حل لهذه المشكلة.
ويلفت إلى أن الحل الوحيد هو أن يقوم كل مزارع بحراسة أرضه على مدار الساعة، منوهاً أنه يوجد حارس على الأراضي الزراعية ولكن يقوم بحراسة مساحات كبيرة ولا يمكنه لوحده القيام بذلك ما يجعل الأراضي عرضة للسرقة والعفارة.
موسى البكر مهندس زراعي في مدينة إدلب يقول في حديثه لراديو الكل، إن المساحات المزروعة من أشجار الزيتون تصل إلى نحو 690 ألف هكتار في الشمال السوري، حيث تشغل محافظة إدلب المركز الأول بالمساحة التي تصل إلى 70 بالمئة.
ويضيف أن الموسم هذا العام يشهد انخفاضاً ملحوظاً مقارنة مع السنوات السابقة بسبب انخفاض كميات الأمطار وقلة السقاية إضافة إلى إصابة الثمرة ببعض الأمراض.
ويلفت البكر إلى أنه يمكن حل هذه المشاكل من خلال استخدام أنظمة الطاقة الشمسية للسقاية والاستغناء عن الوقود كونه أيضاً مرتفع الثمن وأغلب الفلاحين يعجزون عن تأمينه.
ولا تخلو العفارة من بعض المخاطر على الأشخاص أثناء جمعها وخاصة في الأراضي الزراعية المتاخمة للمناطق الواقعة تحت سيطرة النظام وميليشياته.