لماذا يربط النظام حل أزمة الكهرباء بإنجاز الربط الثلاثي مع الأردن ولبنان؟
محللون: النظام يتاجر بأزمة الكهرباء لأسباب اقتصادية وسياسية
ضجت وسائل إعلام النظام ومواقع موالية بالحديث خلال اليومين الماضيين عن تفاقم أزمة الكهرباء ولا سيما ازدياد فترات انقطاع التيار الكهربائي التي وصلت إلى 20 ساعة مع تحذيرات رسمية بأن الشتاء القادم سيكون الأسوأ.
وعلى الرغم من أن الأزمة ليست جديدة إلا أن التركيز عليها في هذه المدة من قبل وسائل الإعلام بشكل لافت يثير تساؤلات ولا سيما مع ربط حل الأزمة بربط الكهرباء الثلاثي مع الأردن ولبنان.
الشتاء القادم سيكون الأسوأ
وبحسب صحفية الوطن فقد أعلن مصدر رسمي في وزارة الكهرباء أنه ربما يكون فصل الشتاء لهذا العام هو الأصعب كهربائياً بفعل تراجع توريدات حوامل الطاقة التي انخفضت خلال الأيام الأخيرة بحدود مليوني متر مكعب من مادة الغاز وما يمثل أكثر من 20 بالمئة من حجم التوريدات اليومية
المصدر الرسمي أكد أن الربط الكهربائي الثلاثي من الأردن وصولاً إلى لبنان سيكون حلاً مهماً للانقطاعات التي تتسبب بها الحمايات الترددية على الشبكة ويحقق حالة استقرار أوسع على الشبكة المحلية وربما يسهم في تراجع معدل الانقطاعات التي تتسبب بها الحماية الترددية حتى 90 بالمئة.
الكهرباء متوفرة للصناعيين
وبحسب الصحيفة فإن ساعات قطع التيار الكهربائي وصلت في بعض المناطق إلى عشرين ساعة يوميا ونقلت بالوقت نفسه عن المدير المالي لمؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء ماهر الزراد استعداد وزارته لتأمين الكهرباء لكبار الفعاليات الاقتصادية بـ300 ليرة للكيلوواط.
صحيفة الوطن نقلت عن الباحث في الطاقة البديلة والأستاذ الجامعي الدكتور علي محمود تساؤله : هل حديث وزارة الكهرباء عن العجز في الإنتاج هو حديث وهمي، طالما أن الوزارة باستطاعتها تأمين الكهرباء للفعاليات الاقتصادية؟
الباحث الاقتصادي د. فراس شعبو رأى أن وضع الكهرباء اليوم في سوريا صعب جدا على صعيد الإنتاج وعلى صعيد الموارد بسبب مشاكل في توريد الطاقة والحصول على الموارد الأساسية للتوليد.
تجارة بالأزمات
وقال شعبو إن النظام يحاول المتاجرة بالأزمات للحصول على مكاسب اقتصادية أو سياسية من خلال توجيه رسائل بأن ما يعانيه الشعب السوري من ضائقة اقتصادية هو بسبب العقوبات.
وتساءل شعبو عن سبب تعويم النظام مسألة الكهرباء في وقت يجري الحديث فيه عن مشروع الربط مع الأردن ولبنان، وقال لماذا لم يتم الحديث عن أزمات أخرى يعانيها السوريون مشيرا إلى أن النظام وجد ضالته من خلال تلك الأزمة وهو يسعى لاستثمارها بأكبر قدر ممكن.
وأضاف أن لا سقف للنظام فهو مستعد لتأزيم أوضاع الأهالي من أجل مصالحه ويمكن أن يسخر أي شيء لخدمته بغض النظر عن أخلاقية هذا الشيء من عدمها.
القرار إيراني
الكاتب والصحفي مصطفى النعيمي أكد أن أزمة الكهرباء تفاقمت كثيرا في المدة الأخيرة وقال: نحن نتحدث عن انقطاع للتيار الكهربائي لأكثر من عشرين ساعة يوميا وهنالك بعض المناطق لا تصلها الكهرباء نهائيا.
وقال النعيمي إن النظام ومن خلال طرحه بأن حل أزمة الكهرباء مرتبط بالخط الأردني اللبناني يهدف إلى طمأنة السوريين الخاضعين لسيطرته ولكن حتى لو تم تشغيل هذا الخط فإنه لن يصب سوى في مصلحة النظام وليس الأهالي.
وأضاف أن النظام يضع العراقيل أمام مشروع الطاقة إلى لبنان بسبب عدم سيطرته على القرار السياسي في البلاد في ظل التغول الإيراني في مؤسسات الدولة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وبالنتيجة فإن القرار إيراني.