على خلفية قضية اللاجئين.. هل هناك مخطط للتغيير الديمغرافي وتهجير السوريين؟
محللون: النظام يدفع للهجرة، وأقام مكاتب سفر في جميع المدن التي يسيطر عليها
برزت خلال الأيام القليلة الماضية مسألة اللاجئين بشكل لافت من خلال فعاليات وتحركات لعل أهمها انعقاد مؤتمر بدمشق بشكل مفاجئ رعاه الروس وحشد له النظام في حين زارت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة مخيم الزعتري للاجئين السوريين.
دوافع الروس من خلال عقد المؤتمر كما هو معلن هي بذل الجهود من أجل إعادة اللاجئين مع توفير البنى التحتية والظروف السياسية لعودتهم في حين أن الجانب الأمريكي يؤكد أن تلك الظروف غير ملائمة بعد، إذاً ما الجدوى من تعويم هذا الملف الآن ؟
غرينفيلد في الزعتري
بعد يومين على انعقاد مؤتمر حول اللاجئين بدمشق زارت المندوبةُ الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن ضمن جولة تقوم في المنطقة.
المندوبة الأمريكية أعلنت خلال الزيارة أنه لاجدال في أن البيئةَ الحالية في سوريا ليست مواتيةً لعودةِ اللاجئين”.
المبعوث الروسي إلى سوريا الكسندر لافرنتيف كان أعلن خلال اجتماعات دمشق كما أسماها النظام أن بلاده تبذل جهودا من أجل إعادة الإعمار في سوريا
مسألة اللاجئين أيضا هي اليوم محور محادثات تعقد في موسكو اليوم بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره اللبناني عبد الله بو حبيب الذي أكد أهمية العودة السريعة للاجئين.
مسؤولو النظام لم يخفوا نظرتهم إلى موضوع اللاجئين باعتباره جزءاً من معدات الحرب التي تستخدمها الدول في صراعها بحسب تعبير طارق الأحمد عضو المكتب السياسي للحزب القومي السوري الاجتماعي لوسائل إعلام النظام.
فما الذي يريده النظام ومن خلفه الروس من التركيز في هذه المدة على موضوع اللاجئين؟
النظام يدفع للهجرة
سمية الحداد مديرة قسم التقارير في الشبكة السورية لحقوق الانسان أكدت أن النظام يدفع بشكل مباشر وغير مباشر باتجاه الهجرة، وقالت إن النظام لا يزال يشكل تهديدا أمام عودة اللاجئين، ولم يمض شهر واحد دون أن نوثق حالات اعتقال وقتل تحت التعذيب، وأيضا هناك مهاجرون ولا سيما على بيلاروسيا وبولندا خرجوا من مناطق النظام بموافقته.
وأضافت سمية الحداد أن موضوع إعادة اللاجئين ورقة يلعب عليها الروس والنظام من خلال الترويج بأن سوريا باتت آمنة وعلى المجتمع الدولي أن يقدم أموالا للمساعدة في إعادة الإعمار بينما الحقيقة هي أنهم يريدون الأموال فقط.
وقالت إن هناك عدة دول وليس النظام وروسيا فقط تلعب بورقة اللاجئين كما حصل على الحدود بيلاروسيا وبولندا، مشيرة إلى وجود عدد كبير من السوريين هناك إلى جانب لاجئين من دول أخرى.
وأضافت أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان تعتمد في إحصائياتها الخاصة باللاجئين على تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إذ تشير إلى وجود قرابة 13 مليون سوري ما بين نازح ولاجئ 6 ملايين منهم نزح داخليا أكثر من مرة وقرابة 7 ملايين لاجئ موزعين في الدول الطوق بشكل أكثر من غيرها.
صدمة الروس والنظام وإيران
الدكتور مصطفى طلال المصطفى الأكاديمي والباحث في مركز حرمون للدراسات ذكر أن الروس والنظام وميليشيات إيران تهيأ لهم أنهم حققوا انتصارا عسكريا ولكنهم صدموا بأن هذا الانتصار كان وهميا إذ إنهم لم يحصلوا على المكاسب المادية التي كانوا يعولون عليها على الرغم من توظيفهم الأموال.
وقال إنه على هذا الأساس يعمل الروس خصوصا من أجل الحصول على أموال إعادة الإعمار ويعقدون المؤتمرات ويطلقون التصريحات للترويج بأن سوريا باتت مهيأة لعودة اللاجئين.
مكاتب للهجرة
وقال إن آلاف السوريين يهاجرون من البلاد ومنهم الآن من هو موجود على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، بسبب الأوضاع المعيشية المتدهورة في البلاد مشيرا إلى أن النظام افتتح خلال الأشهر القليلة الماضية مكاتب سفر في جميع محافظات البلاد.
وأضاف أن من يستلم ملف إعادة الإعمار هو من يحكم سيطرته على سوريا ولذلك تسعى روسيا للسيطرة عليه لأنه الشريان الاقتصادي القادم في سوريا ولكنها لن تستطيع على الرغم من محاولاتها، لأن الملف يحتاج لشراكة أوروبية وخليجية وهذا متوقف على الموقف الأمريكي.
وأوضح د. المصطفى أن عودة اللاجئين مرتبطة بالحل السياسي ولن يعود أي لاجئ سوري طوعا طالما بقيت سطوة النظام الأمنية على البلاد.