مشرعون أمريكيون يعدون قانوناً جديداً بقوة قيصر.. هل باتت سوريا دولة المخدرات الأولى عالمياً؟
محللون: مشروع القانون يحتاج لمراحل متعددة ليصبح قانوناً.. وإثارة ملف المخدرات سببه ازدياد نسبة التهريب
فتحت الولايات المتحدة ملفاً جديداً لمعاقبة النظام على خلفية اتجاره بالمخدرات، وقد تصل من خلاله إلى مرحلة سن قانون على غرار قانون قيصر في ظل استراتيجية يعمل عليها مشرعون في مجلس النواب.
وقبل أيام أقر مجلس النواب الأميركي النسخة المطورة لقانون تمويل ميزانية وزارة الدفاع للعام المالي 2022، فيما استطاع المشرعون الأميركيون تمرير تعديلات أخرى على القانون، تضمنت التصويت بالموافقة على تعديل يتطلب استراتيجية مشتركة بين الوكالات الأميركية لتعطيل شبكات المخدرات في سوريا.
ويطرح الملف الجديد تساؤلات حول توقيته ومدى فعاليته في ظل توجه دولي للإبقاء على النظام مع تغيير سلوكه.
المحامي سامر الضيعي المدير التنفيذي لرابطة المحامين السوريين الأحرار رأى أن هناك مراحل متعددة يجب أن يمر بها مشروع القانون ليصبح قانوناً نافذاً بدءاً من مجلس النواب إلى مجلس الشيوخ.
وقال إنه من المبكر الحديث عن قانون خاص بالمخدرات على غرار قانون قيصر فهو بحاجة لحشد ومناصرة والأمر يتعلق بالدرجة الأولى بمصالح الولايات المتحدة من استصدار مثل هكذا قانون.
وأرجع الكاتب والمحلل السياسي أحمد حسان فتح ملف المخدرات من قبل الولايات المتحدة في هذا الوقت إلى أن النظام يعمل على تشكيل مافيا تحت إشراف القصر الجمهوري مباشرة بالتعاون مع إيران وحزب الله ويتم استخدامها ضد مصالح الولايات المتحدة ومصالح الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
وقال حسان إنه خلال السنتين الماضيتين تم تسجيل حالات منظمة بخصوص المخدرات لا تصدر إلا من جهات رسمية كاستخدام ميناء اللاذقية إذ تم من خلاله استهداف دول الخليج والاتحاد الأوروبي مشيرا إلى أن هذا الملف يناقش من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منذ مدة.
وأضاف حسان أن الولايات المتحدة وافقت في وقت سابق على بعض المقترحات المقدمة من الأردن والإمارات بالذات بخصوص إمكانية تعديل سلوك النظام مع قناعتها بعدم إمكانية ذلك عمليا بسبب سيطرة إيران وحزب الله الكاملة على مناطق النظام، ولذلك فإنها تستخدم الآن سياسة العصا والجزرة مع النظام والدول المطبعة معه أيضا.
وقال حسان إن التعويل على العالم بتغيير عقلية النظام هو اعتقاد خاطئ وعلينا أن نعمل على الاستفادة من الضغوط الحالية لتحقيق أهدافنا فالدول لا تعمل إلا من أجل مصالحها.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أكد بحسب ما أوردته صحيفة الشرق الأوسط أن حكومة الولايات المتحدة قلقة بشأن الاتجار بالمخدرات من سوريا، وتعمل على مكافحته، من خلال جهود متعددة، بما في ذلك أدوات وقدرات إنفاذ القانون التقليدية.
وبحسب المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جويل رايبورن فإن النظام جعل سوريا دولة المخدرات الأولى في العالم، مشيرا إلى أن شراكته مع ميليشيا حزب الله في تجارة المخدرات بات لها تأثير كبير على دول المنطقة ومن بينها الدول الخليجية.