غياب الفرص والتدريبات الفنية يدفع شبان بإدلب للانتقال إلى أرياف حلب
مخرج سينمائي وصاحب شركة إنتاج بإدلب يؤكد أن العمل الفني "صعب للغاية"
يعزف محمد الحسين نازح من تفتناز بريف إدلب الشمالي، على أوتار العود بكل شغف، حيث يبذل قصارى جهده في تطوير موهبته التي دفعته للانتقال من إدلب إلى اعزاز بريف حلب الشمالي، بحثاً عن فرصة للعمل وإكمال تدريبه.
ويقول محمد في حديثه لراديو الكل، إن غياب وجود مراكز تدريبية ومساحة كافية لممارسة موهبته في عزف الموسيقى دفعه للانتقال إلى اعزاز حيث تتوفر مراكز للتدريب وبشتى أنواع الآلات، متمنياً من الجهات المعنية الاهتمام بشكل أوسع بالمواهب.
وبدأ عروة الإبراهيم من قرية الغدفة بالعمل المسرحي منذ عام 2018، ولكنه واجه الكثير من الصعوبات في إدلب كقلة المختصين وغياب المؤسسات الفنية، ومنع مشاركة النساء في العروض، فاضطر مع مجموعة من الشبان لاستئناف عملهم في ريف حلب لتوافر الحرية والبيئة المناسبة.
أما إلهام اليوسف من بلدة سرمين، فلديها موهبة في الرسم وتتمنى تطويرها للعمل في هذا المجال مستقبلاً فتضطر لحضور تدريبات في اعزاز بسبب وجود اهتمام ومعارض فنية وفرص أكبر، بحسب ما أكدته في حديثها لراديو الكل.
وقرر عبد الرزاق الطويل مدرب فسيفساء من معرة حرمة، بعد خروجه من الاعتقال في سجون نظام الأسد أن يدرب الشباب على هذا الفن في إدلب ولكنه واجه واقعاً صعباً بسبب قلة الموارد وعادات وتقاليد المجتمع التي تحجم هذا النوع من الفن، منوهاً بأنه اضطر للتدريب في ريف حلب الشمالي بسبب الإقبال الكبير من الشباب على تعلمه وإعادة إحيائها من جديد.
قاسم قباني مخرج سينمائي ومدير مؤسسة أصداء سوريا للإنتاج والتوزيع الفني المستقلة يوضح في حديثه مع راديو الكل، أنه كان يعمل في مدينة بنش شمالي إدلب بالخفاء لفترة، ولكن بسبب الضغوطات أعاد افتتاح المؤسسة في عفرين وبدؤوا بالعمل فاضطر الكثير من طلابه بإدلب للالتحاق به، مشيراً إلى أن الوضع الفني في إدلب “صعب للغاية”.
وعاني الشباب في محافظة إدلب الأمرين بسبب الحرب، فمنهم من انقطع عن دراسته الجامعية، ومنهم لم يستطع بالأصل أن يبدأ بالدراسة بسبب ظروف النزوح والضيق المادي، ولا زالوا للآن يبحثون عن فرص تعوض بعض ما فاتهم.