“البنتاغون” يوضح أسباب التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية
اتهامات متجددة لـ"سوريا الديمقراطية" بإساءة معاملة العرب بمناطق سيطرتها
أوضحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أسباب تعاون القوات الأمريكية مع “قوات سوريا الديمقراطية” في سوريا، وذلك في تعليق جاء عقب اتهامات للأخيرة بارتكاب انتهاكات وإساءة معاملة السكان العرب في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا.
وفي مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”، قال المتحدث باسم “البنتاغون” جون كيربي، إن القوات الأميركية تتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية” استخباراتياً، وتعمل معها على الأرض لملاحقة “داعش”.
وأضاف أن “القوات الأميركية تتعاون معهم لأنهم مقاتلون أقوياء ضد داعش، ولأنهم بالتأكيد يعرفون التضاريس ويعرفون الأرض والمنطقة، وهم بالتأكيد يدعمون جهود مكافحة داعش من الناحية الاستخبارية”.
وجاء المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم “البنتاغون”، رداً على تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، أشار إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية” تقدم معلومات استخبارية، وبأن منظمات دولية عدة اتهمتها بالقيام بتعديات وانتهاكات وإساءات للمدنيين وخصوصا للسكان العرب في المنطقة.
ورفض كيربي التعليق على الاتهامات التي أوردها تقرير الصحيفة، حول ارتباط الوحدات الكردية التي تشكّل العمود الفقري لـ”سوريا الديمقراطية”، بـ”حزب العمال الكردستاني” (PKK)، وبأنها تقوم بإساءة معاملة السكان المحليين.
في الوقت نفسه، قال كيربي إن “القوات الأميركية تدرك التزاماتها مع القوات الشريكة، بشأن سيادة القانون والاستخدام المسؤول للقوة العسكرية وملاحقة تهديد مشترك مثل “داعش”.
وأردف أن “هذا الأمر يشكل مصدر قلق دائم ونشدد عليه دائماً مع الشركاء طوال عملياتنا العسكرية”.
وشدد على “التزام القوات الأميركية بالقانون، ولكن الأهم من ذلك أننا ملزمون بالمعايير العالية التي نلتزم بها”.
وحول الضربة الجوية الأمريكية التي أودت بحياة العشرات من المدنيين في الباغوز عام 2019، وفق ما ذكر تقرير “نيويورك تايمز”، قال كيربي إن وزير الدفاع لويد أوستن، طلب من قائد القيادة المركزية الجنرال كينيث ماكينزي، مراجعة التقارير، التي تحدثت عن تسبب أحد الغارات الأميركية التي وقعت في آذار 2019 بإصابات بين المدنيين، واطلاعه عليها بشكل أكبر.
وتابع بالقول إنه “لا يوجد أي جيش في العالم يسعى إلى تجنب المدنيين كما يفعل الجيش الأميركي، ويعمل على مراجعة عملياته بشكل شفاف”.
وأضاف أن “تلك المراجعات تجري تطبيقاً لقانون تفويض الدفاع الوطني، الذي يلزم وزارة الدفاع بمراجعة أمنية لعملياتها”، وأنها قامت بمراجعة القسم المتعلق بالعمليات الخاصة، وخصوصاً في سوريا.
وأكد تقرير “نيويورك تايمز” السبت، أن القوات الجوية الأمريكية استهدفت النساء والأطفال بتاريخ 18 آذار 2019 في منطقة “الباغوز”، مبيّناً أن مقاتلات من طراز “F-15E” ألقت ما يزيد على طنين من القنابل على هؤلاء المدنيين وقتلتهم بعد أن حددت طائرات مسيرة مكانهم.
وأكدت الصحيفة أن هذه الحادثة يتم الكشف عنها لأول مرة، وهي واحدة من العمليات التي أسفرت عن سقوط أكبر عدد من الضحايا المدنيين في الحرب ضد التنظيم، موضحة أن “الجيش الأمريكي لم يعلن أبداً عن الحادثة للرأي العام، ووصف أحد الحقوقيين الهجوم بأنه جريمة حرب محتملة تستوجب التحقيق”.
وأشارت إلى أن المسؤولين العسكريين قاموا في كل مرة بخطوات تخفي الهجوم الذي يرقى إلى “كارثة”، وسعوا إلى التقليل من عدد القتلى وأجلوا التقارير، مؤكدة أن القوات التابعة للتحالف الدولي لمحاربة “داعش” بقيادة الولاية المتحدة قامت بتسوية مكان الانفجار عبر الجرافات ولم تبلغ القادة بالموضوع.
واتسمت المعارك التي شنتها قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وشريكتها “قوات سوريا الديمقراطية”، ضد تنظيم “داعش”، بالعنف الشديد والمفرط، حيث تسبب القصف العنيف بمقتل الآلاف من المدنيين، وتدمير واسع للبنى التحتية في المناطق التي كانت في قبضة التنظيم، خصوصاً في محافظتي الرقة ودير الزور.
وأعلنت الولايات المتحدة و”قوات سوريا الديمقراطية” القضاء على آخر جيوب تنظيم “داعش” في سوريا، في منطقة الباغوز بريف دير الزور، بشهر آذار عام 2019.
وكانت قد وثقت ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، بتقرير نشرته في أيلول 2019، مقتل 3037 مدنياً، بينهم 924 طفلاً، و656 امرأة على يد قوات التحالف الدولي في سوريا.