قتلت عشرات المدنيين.. “البنتاغون” يطلب من القيادة المركزية تفاصيل عن غارة جوية في سوريا
طلبت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، من القيادة المركزية للجيش الأمريكي (سنتكوم)، تزوديها بتفاصيل هجوم جوي في سوريا، أكد تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” مؤخراً أنه أوقع العشرات من الضحايا المدنيين.
وبحسب ما نقلت وكالة “الأناضول”، قالت المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، في مؤتمر صحفي أمس الاثنين، إن الوزير لويد أوستن، طالب القيادة المركزية “سنتكوم” باطلاعه على تفاصيل هجوم جوي وقع في سوريا قبل عامين وتسبب بمقتل نساء وأطفال.
وتطرق كيربي إلى التقرير الذي نشرته “نيويورك تايمز” حول سقوط قرابة 70 مدنياً بينهم نساء وأطفال، في 18 آذار 2019، بسبب الهجوم الجوي الأمريكي.
وقال إن الوزير أوستن لم يصدر تعليمات خاصة بالتدقيق حول الغارة المذكورة، إلا أنه طالب قائد القيادة العسكرية المركزية، كينيث ماكينزي، باطلاعه على تفاصيل الهجوم.
وأشار المتحدث باسم “البنتاغون” إلى أنهم يحرصون على الشفافية فيما يتعلق بالضحايا المدنيين، وإن لم يحالفهم النجاح دوماً، على حد وصفه.
وكانت قد علقت القيادة المركزيّة الأميركيّة “سنتكوم”، الأحد، بأن الغارة الجوّية المنفذة في سوريا عام 2019، كانت “مشروعة”، معلنة أن تحقيقاً خلص إلى أنها “دفاع مشروع عن النفس” و”متناسبة” وأن “خطوات ملائمة اتّخِذت لاستبعاد فرضية وجود مدنيين”.
وانتهى التحقيق إلى أنه وبالإضافة إلى مقتل 16 عنصراً من تنظيم “داعش”، فقد قُتل 4 مدنيين على الأقل وأُصيب 8.
وقال المتحدث باسم “سنتكوم” بيل أوربان: “لقد أعددنا تقريراً داخلياً بالغارة وأجرينا تحقيقاً فيها، وفق ما لدينا من أدلة، ونتحمّل كامل المسؤولية عن الخسائر غير المقصودة في الأرواح”، مضيفاً أن التحقيق لم يتمكن من “تحديد وضع أكثر من 60 ضحية أخرى بشكل قاطع”.
وأشار أوربان إلى أن بعضاً من النساء والأطفال “سواء بناء على العقيدة أو على خيارهم الشخصي قرروا حمل السلاح في هذه المعركة، وبالتالي لا يمكن بتاتاً تصنيفهم كمدنيين”.
وأكد تقرير “نيويورك تايمز” السبت، أن القوات الجوية الأمريكية استهدفت النساء والأطفال بتاريخ 18 آذار 2019 في منطقة “الباغوز”، مبيّناً أن مقاتلات من طراز “F-15E” ألقت ما يزيد على طنين من القنابل على هؤلاء المدنيين وقتلتهم بعد أن حددت طائرات مسيرة مكانهم.
وأكدت الصحيفة أن هذه الحادثة يتم الكشف عنها لأول مرة، وهي واحدة من العمليات التي أسفرت عن سقوط أكبر عدد من الضحايا المدنيين في الحرب ضد التنظيم، موضحة أن “الجيش الأمريكي لم يعلن أبداً عن الحادثة للرأي العام، ووصف أحد الحقوقيين الهجوم بأنه جريمة حرب محتملة تستوجب التحقيق”.
وأشارت إلى أن المسؤولين العسكريين قاموا في كل مرة بخطوات تخفي الهجوم الذي يرقى إلى “كارثة”، وسعوا إلى التقليل من عدد القتلى وأجلوا التقارير، مؤكدة أن القوات التابعة للتحالف الدولي لمحاربة “داعش” بقيادة الولاية المتحدة قامت بتسوية مكان الانفجار عبر الجرافات ولم تبلغ القادة بالموضوع.
واتسمت المعارك التي شنتها قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وشريكتها “قوات سوريا الديمقراطية”، ضد تنظيم “داعش”، بالعنف الشديد، حيث تسبب القصف العنيف بمقتل الآلاف من المدنيين، وتدمير واسع للبنى التحتية في المناطق التي كانت في قبضة التنظيم، خصوصاً في محافظتي الرقة ودير الزور.
وأعلنت الولايات المتحدة و”قوات سوريا الديمقراطية” القضاء على آخر جيوب تنظيم “داعش” في سوريا، في منطقة الباغوز بريف دير الزور، بشهر آذار عام 2019.
وكانت قد وثقت ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، بتقرير نشرته في أيلول 2019، مقتل 3037 مدنياً، بينهم 924 طفلاً، و656 امرأة على يد قوات التحالف الدولي في سوريا.