مخلفات الحرب تُهدد حياة السكان في إدلب وتحرمهم أرزاقهم
الدفاع المدني: "نفذنا أكثر من 1500 حملة توعية بخطر الألغام والقنابل غير المنفجرة في الشمال السوري".
حوّل انفجار أحد الألغام الأرضية سكون عائلة محمد صخوري المهجرة من بلدة سان شرقي إدلب، إلى فاجعة بعد أن أودى الانفجار بحياة أحد أخوته.
ويروي محمد قصته لراديو الكل ويقول، إنه خرج مع عائلته في أحد الأيام إلى بستانه في بلدة سان، والذي يبعد 2 كيلو متر عن مواقع سيطرة النظام، لجني ثمار التين من حقله دون أن يعلم بمصير سوف يغير ملامح عائلته.
وأضاف أنه عند وصوله إلى الحقل لبدء جني الثمار هنا كانت الفاجعة حيث داس أخيه الصغير على لغم أرضي كان مزروعاً في الأرض وانفجر فيه، مبيناً أنه لم يستطيعوا إسعافه على الفور وتوفي.
وتهدد الألغام والقنابل غير المنفجرة حياة جميع الأهالي ليس محمد وعائلته فقط، حيث يقول محمد سلهب أحد سكان قرية بسامس بجبل الزاوية أيضاً في حديثه لراديو الكل، إن الألغام هي مشكلة تواجه المدنيين وتعرض حياتهم للخطر، بسبب قرب أراضيهم الزراعية التي تعد المصدر الوحيد للرزق من خطوط التماس مع النظام.
ويوضح محمد سعيدو من سكان قرية البارة لراديو الكل، أن الألغام والقصف هما العائق الوحيد والخطر الذي يحيط بهم، فأغلب المدنيين غير قادرين على دفع تكاليف النزوح، ما يضطرهم إلى العودة لقراهم وزراعة أراضيهم للعيش من خيرها.
ويبين حسّان الخالد من أهالي مرعيان في حديثه لراديو الكل، أن عدم وجود شاخصات تنبه بخطر الألغام في الأراضي الزراعية المحاذية لمناطق سيطرة قوات النظام أدت إلى ازدياد حالات الوفاة، مضيفاً أن قلة الوعي وسوء الوضع المعيشي دفعت المدنيين إلى تعريض حياتهم للخطر.
فراس الخليفة عضو المكتب الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بمدينة إدلب يقول في حديثه لراديو الكل، إنه تم إزالة أكثر من 22 ألف و700 ذخيرة غير المنفجرة متنوعة غالبيتها من القنابل العنقودية، مشيراً إلى أن فرق الدفاع المدني أقامت ما يقارب ألف و500 جلسة توعية للأهالي في الشمال السوري بخطر مخلفات الحرب.
ويضيف الخليفة أن الألغام هي مخلفات من الصعب عليهم إزالتها بسهولة إذ تحتاج لمعدات أكثر من طاقتهم، ناصحًا الأهالي بضرورة الحذر الشديد وتنبيه الأطفال خصيصًا بالابتعاد عن الأجسام الغريبة التي تواجههم وإعلام فرق الدفاع المدني بها على الفور.
ومنذ بداية عام 2021، قتل بسبب الألغام 149 مدنياً بينهم 64 طفلاً، و22 امرأة في سوريا، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وتمنع هذه الألغام، أغلب السكان من العودة إلى منازلهم وإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل وزرع أراضيهم، كما أنّها تؤذي الأطفال الذين لا يتمكنون من اللعب بأمان والذهاب إلى مدارسهم في ظروف جيدة.
وبعد هذه الفاجعة التي حلت بعائلة محمد صخوري فهو يتمنى من الجهات المعنية إزالة هذه الألغام والأجسام غير المنفجرة من الأراضي وتوعية الأهالي بمخاطر تواجدها أكثر.