الولايات المتحدة تعيد تحديد وترتيب أولوياتها في سوريا
أولويات إدارة "بايدن" المعلنة في سوريا، لم تشمل إخراج إيران من سوريا.
أعادت الولايات المتحدة الأمريكية تحديد وترتيب أولوياتها في سوريا، بعد اجتماعات عدة لإدارة الرئيس جو بايدن، خلال العام الحالي، وذلك تزامناً مع ظهور اتجاه للتطبيع مع نظام الأسد، تقوده بعض الدول العربية مثل الإمارات والجزائر ومصر ولبنان.
وقالت صحيفة “الشرق الأوسط”، في تقرير نشرته، أمس السبت، إنه وبعد مراجعة داخل المؤسسات في واشنطن منذ بداية العام، توصل فريق إدارة الرئيس الأمريكي إلى صيغة نهائية لأولويات أميركا، في سوريا.
وتتضمن الأولويات المحددة 5 أهداف رئيسية معلنة، وملحقاً، لا تشمل إخراج إيران من سوريا كما كان الحال مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، بل دعم استقرار الدول المجاورة لسوريا.
وتشمل الأولويات الأميركية التي تحدث عنها مسؤولون أميركيون في جلسات مغلقة في واشنطن قبل أيام، بحسب الصحيفة: البقاء في شمال شرقي سوريا واستمرار هزيمة “داعش”.
وشملت أيضاً المساعدات الإنسانية عبر الحدود، والحفاظ على وقف إطلاق النار، إضافة إلى دعم المحاسبة وحقوق الإنسان والتخلي عن أسلحة الدمار الشامل.
وتضمّنت كذلك، دفع عملية السلام وفق القرار 2254، والتأكيد على دعم الدول المجاورة لسوريا واستقرارها.
واعتبرت الصحيفة أن المهم في هذه الأولويات هو الأمور غير الموجودة التي حذفت من قائمة ترامب، إذ أن بايدن لم يعين حتى الآن مبعوثاً للملف السوري من الطراز السياسي، كما كان الحال مع السفير جيمس جيفري وأسلافه، فبقي الملف ممسوكاً من قبل بريت ماكغورك، مع إبعاد دور وزارتي الدفاع والخارجية.
وأشارت إلى أن فريق بايدن لم يقم بقيادة حملة دبلوماسية وسياسية مع الدول العربية لمنع التطبيع مع نظام الأسد، وإن كان دبلوماسيون أميركيون أبلغوا محاوريهم العرب بنقطتين: أميركا لا تشجع التطبيع ولن تقوم به، لكن يجب ألا يكون التطبيع مجانياً، مع تذكير بـ”قانون قيصر”، باعتباره تشريعاً من الكونغرس وليس قراراً تنفيذياً.
وأردفت أن إدارة الرئيس الأمريكي حريصة على عدم انهيار المفاوضات مع إيران لاستئناف العمل بالاتفاق النووي، وعدم اتخاذ خطوات تصعيدية ضد إيران في سوريا، باستثناء الرد على استهداف أميركا ودعم غارات إسرائيل.
ووفق الصحيفة، من المتوقع أن يقدم فريق أميركي، الأهداف الأميركية الجديدة إلى حلفاء واشنطن خلال اجتماع يعقد على هامش مؤتمر التحالف ضد “داعش” في كانون الأول المقبل، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، والذي يتضمن لقاء خاصاً بسوريا.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية عبرت عن رفضها التطبيع مع نظام الأسد، بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إلى دمشق، ولقائه ببشار الأسد.
وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أول أمس الجمعة، عن قلق واشنطن من الزيارة خلال مؤتمر صحفي في واشنطن جمعه مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقال بلينكن “نحن قلقون من الإشارات التي تبعث بها الزيارات الرسمية إلى سوريا، وأنا أحث كل شركائنا على أن يتذكروا الجرائم التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها نظام الأسد”، مضيفاً “نحن لا ندعم التطبيع مع نظام الأسد، وسنوضح لحلفائنا وشركائنا أن يراعوا هذا الأمر”.