حوادث المرور تستفحل في إدلب وقوانين السير غائبة
تعرف على أسباب كثرة الحوادث المرورية في محافظة إدلب
لا يمضي يوم في محافظة إدلب إلا ويقع فيه حادث مروري يخلّف ضحايا مدنيين تهرع فرق الإنقاذ لتُسعفهم إلى المشافي، بعضهم من يلقى حتفه، والآخر من يتعرض لجروح ربما تكون خطيرة.
“أسير ببطء وأصل متأخرًا خير من أن أسرع واصطدم بأحد”، هكذا بدأ السائق عبد الجبّار ملحم من أهالي مدينة إدلب حديثه لراديو الكل، مضيفاً أنه منذ 40 عامًا وهو يعمل كسائق على آليات الشحن ولم يصادف طيلة عمله فشلًا في القيادة مثل هذه السنوات.
ويشير ملحم إلى أنه ينتقل بشاحنته من منطقة إلى أخرى بمدة زمنية قد تستغرق ساعتين، وفي طبيعة الحال هي لا تستغرق ساعة واحدة، مؤكداً أن حديثي القيادة ليسوا ملتزمين بأدنى معايير قانون السير، وهذا ما يُجبره على السير بسرعة منخفضة.
وحمّل حسن الأحمد من أهالي مدينة كفرتخاريم عبر أثير راديو الكل، مسؤولية حوادث السير لإدارة المرور في محافظة إدلب، إذ “يجب عليها فتح مدارس خاصّة لتعليم قيادة السيارات وقواعد قوانين السير ومعايير الأمن والسلامة، ومنح شهادات السياقة لمُستحقيها واصفًا الوضع الراهن بـ”الكارثي” ويجب ضبطه”.
ودعا عبد الحميد الخطيب من أهالي مدينة سلقين في حديثه لراديو الكل، السلطات المعنية لقيامها بأعمال ترميم الطرقات الرئيسة وإصلاحها، مبيناً أن شدة وعورة الطرقات تُعيق حركة السير لدى السائقين، وتؤدي بهم إلى الوقوع في الحوادث المرورية.
عبد الحميد السلمو مدير العمليات في منظومة الإسعاف المركزية التابعة لمديرية صحة إدلب الحرة يوضح لراديو الكل، أن حالات الإسعاف الخطرة الناجمة عن الحوادث المرورية تحتاج إلى طاقم إسعافي ذي خبرة ليعتني بالمُصاب حتى يصل المشفى.
مضيفاً أن منظومة الإسعاف تتوزع مراكزها في مدينة إدلب وريفها ولعبت دورًا محوريًا في إنقاذ المدنيين جراء الحوادث المرورية والإصابات الحربية والحالات الإسعافية الأخرى.
في المقابل، يعزو فراس الخليفة مسؤول المكتب الإعلامي في الدفاع المدني لراديو الكل، أسباب الحوادث المرورية التي تحصل في إدلب إلى سوء البنية التحتية في الطرقات الرئيسة، إضافة إلى السرعة الزائدة لدى سائقي الدراجات النارية وبعض السيارات، علاوة على غياب الشاخصات المرورية الإرشادية وعدم توخي السائقين الحذر عند المنعطفات.
ويلفت الخليفة إلى أن الدفاع المدني يُطلق حملات دائمة للحد من حوادث السير، وذلك من خلال توزيع بروشورات وملصقات توعوية، تتضمن ضرورة الالتزام بقواعد وقوانين السير لحماية أنفسهم من الوقوع في الحوادث.
وكان الدفاع المدني السوري قد وثّق أكثر من 1400 حادث مروري في محافظة إدلب منذ بداية 2021 حتى 12 تشرين الثاني الحالي، أسفر عنها وفاة 40 مدنيًا بينهم أطفال ونساء وإصابة أكثر من 1800 آخرين.
وتحتاج الطرقات لاسيما القريبة من المخيمات في محافظة إدلب إلى الكثير من الإصلاح والتعبيد والخدمات الأمر الذي يتسبب بحوادث سير في بعض الأحيان.