النظام يواصل حصار التل وسط تغييب إعلامي
مدينة التل في الريف الشمالي لمدينة دمشق يقطنها اليوم ما يقارب المليون شخص معظمهم من النازحين، اذ يبلغ عدد سكان التل الأصليين في الرقم أنف الذكر ما يقارب 25 ألف نسمة، وهذا العدد الكبير هو ما يفاقم الازمة الإنسانية في المدينة المحاصرة من قبل سبع حواجز هي أشبه ما تكون بثكنات عسكرية تمنع حركة العبور للأهالي باستثناء الطلاب والموظفين.
للحصار آثاره الكارثية التي باتت معروفة بالنسبة للسوريين أولها ارتفاع أسعار كافة أنواع السلع الغذائية ان وجدت و فقدان العديد من المواد الطبية الأساسية عدا عن الادوية بأنواعها ، أما الأغذية فممنوع إدخالها إلا بكميات محدود من قبل الطلاب و الموظفين والطريقة الأخرى المتاحة عبر تجار الحرب الذين استطاعوا بعلاقاتهم فتح كل الأبواب المغلقة وادخال بضاعتهم مقابل مبالغ مالية كبيرة تدفع كرشوة للحواجز تضاف هذه المبالغ لسعر المادة الأساسي
أما الادوية فهي شبه مفقودة و يعاقب أي شخص يحاول إدخالها بالاعتقال مباشرة من على الحواجز، وهذه الازمة امتدت للمشفى الوحيد العامل في المدينة
ولا تتوقف معاناة الأهالي عند الأغذية و الادوية و تتعداها لكافة نواحي الحياة اليومية اذ لا تتوافر المحروقات بأنواعها الامر الذي يضطر الأهالي إلى الاعتماد إلى طرق بدائية للتدفئة و للطهي.
يقول الإعلامي “صادق الوعد” من المكتب الإعلامي لمدينة التل، بدأ الحصار على المدينة منذ 6 أشهر ونصف، ما يزيد عن (190) يوماً التي تضم حوالي مليون مدنياً، مشيراً إلى عدم سماح النظام للمدنيين بالخروج من المدينة بإستثناء الموظفين والطلاب، كما يمنع دخول المواد الطبية والغذائية، فيما يسمح لبعض الطلاب والموظفين بإدخال مواد غذائية قليلة ما بين (2و4) كغ دون السماح بدخول المواد الطبية بشكل كامل.
وأشار إلى أن المشفى الوحيد في المشفى غير قادر على تقديم خدماته للمدنيين كما إنه طلب مؤخراً من المرضى إحضار أدويتهم والمدافئ إلى المشفى لتلقي العلاج، منوهاً أيضاً على عدم توافر مادة المازوت وفي حال تواجدها يبلغ سعر اللتر الواحد “450” ليرة سورية، وكذلك الأمر بالنسبة لأسطوانة الغاز والتي يضاهي سعرها “10” آلاف ليرة إن وجدت.
من جانبه أشار المتحدث باسم تنسيقية مدينة التل الإعلامي “أحمد البيانوني”، إلى أن النظام تذرع بعدة حجج لحصار مدينة التل التي تضم قرابة مليون مدنياً معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن حسب الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية العاملة بالمدينة.
ولفت “البيانوني” لراديو الكل، إلى وجود 7 حواجز للنظام تقوم بمحاصرة المدينة بشكل كامل من 21-7-2015، حيث تمنع الحواجز خروج المدنيين بإستثناء الطلاب والموظفين من حاجز طيبة وبناء الضباط، لافتاً إلى وجود نسوة في صفوف النظام يقمنّ بتفتيش السيدات على الحواجز.
وأوضح على السماح للطلاب والموظفين بإدخال القليل من المواد الغذائية، فيما يمنع إدخال المواد الطبية أو الطحين وفي حال تم العثور على تلك المواد يتعرض المدني للإهانة وأحياناً الضرب ومصادرة المواد، وأفاد ببلوغ سعر ربطة الخبز حين توافرها أكثر من 200 ليرة سورية.
ونوّه إلى خلو مشفى التل الوحيد من الأوكسجين والأدوية ومواد التخدير ما يمنعها من إجراء العمليات الجراحية بداخلها.
وأشار “البيانوني” إلى فقدان مادتي المازوت والبنزين حيث يعتمد الأهالي على جمع الألبسة الأحذية القديمة والقمامة وإحراقها للحصول على الدفء، وسط ارتفاع أسعار مادة الحطب أيضاً.
وأفاد بإنقطاع التيار الكهربائي أكثر من 22 ساعة يومياً، فيما تنقطع المياه لمدة 8 أيام وتأتي عدة ساعات ما دفع الأهالي لحفر الآبار واستخراج المياه، فيما اعتمدوا على البطاريات في ظل انقطاع التيار الكهربائي.
وأوضح في ختام حديثه إلى تقديم الجمعيات الإغاثية في بداية الحصار مساعدات لأهالي التل ولكن مع مرور وقت على الحصار فقدت الجمعيات مخزونها، مشيراً على عدم وجود دور لمجلس المحافظة في المدينة.