الشتاء في إدلب.. وسائل تدفئة بديلة والمازوت لمن يملك المال
برميل المازوت في إدلب يباع بـ 180 دولار أمريكي
يشكل فصل الشتاء الهاجس الأكبر لدى أهالٍ في مدينة إدلب، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، وعدم قدرتهم على تأمين وسائل التدفئة الآمنة والصحية، وهو ما أجبرهم على البحث عن حلول بديلة.
وكان الأهالي قبل الحرب يعتمدون بشكل أساسي على مدافئ المازوت في التدفئة بفصل الشتاء إلا أن الظروف الصعبة التي مروا بها من تهجير ونزوح وسوء الوضع الاقتصادي لأغلبهم جعلهم يلجؤون إلى مدافئ الحطب.
محمود العيسى من المدينة يقول لراديو الكل، إن ليس لديه القدرة على شراء المازوت من أجل التدفئة هذا العام بسبب سوء وضعه المادي، مضيفاً أنه سوف يستخدم قشور الفستق كونها أقل ثمناً مقارنة بسعر المازوت.
حسين قدور من المدينة هو الآخر، يؤكد أن جميع أسعار مواد التدفئة مرتفعة ومكلفة وأصبح تأمينها لأصحاب الدخل المحدود صعب للغاية، منوهاً أنه ربما سيلجأ هذا العام إلى الحطب والبيرين على الرغم من خطورتها.
ويتوقع شادي أصلان من المدينة أيضاً عبر أثير راديو الكل، أن هناك شريحة واسعة من الأهالي تعجز عن استخدام المازوت للتدفئة نظراً لارتفاع سعره بشكل مستمر، مشيراً إلى أن مدافئ قشور الفستق من أكثر المدافئ توفيراً.
وبلغت نسبة إقبال الأهالي على شراء المازوت العام الماضي نحو 40% بينما لم تبلغ هذا العام سوى 2% حيث يبلغ سعر البرميل الواحد من المادة 180 دولار أمريكي، بحسب محمود عبود أحد بائعي المازوت في المدينة.
ويلفت العبود إلى أن شراء مادة المازوت في إدلب أصبحت مقتصرة فقط على من يملكون المال من الأغنياء والأطباء وبعض المرضى المحكومين باستخدامها بشكل مستمر.
وينصح طبيب الأطفال خالد باريش من المدينة الأهالي عبر أثير راديو الكل، بالابتعاد قدر الإمكان عن استخدام ألبسة البالة والبيرين لما تسببه من أمراض خطيرة التي تؤدي إلى الوفاة أحياناً، مؤكداً للمدنيين الذين يستعملون مادة الحطب أيضاً بشراء المدافئ الخاصة بالمادة.
وتشهد أسعار المحروقات في محافظة إدلب بشكل مستمر ارتفاعاً في الأسعار وذلك بسبب انخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار بالإضافة إلى الغلاء من المصدر، بحسب مبررات الشركات المستوردة (كاف، وتد، الشهباء).
ويعتبر برد الشتاء حملاً ثقيلاً على الكثيرين، بسبب الفقر والغلاء وندرة فرص العمل، لذلك يبتكرون وسائل تدفئة بديلة تتناسب مع حالاتهم الاقتصادية المتردية، وتوفر لأطفالهم بعض الدفء.