ما الذي يرسم لشرق الفرات؟ بعد تعزيز وجودها العسكري هل تسيطر روسيا على المنطقة؟
محللون: روسيا تبعث برسائل عسكرية وسياسية بأنها من يسيطر على شرق الفرات
على وقع تعزيز حضورها العسكري شرق الفرات، بدأت روسيا مفاوضات مع مكونات المنطقة أبرزها مجلس سوريا الديمقراطية، بهدف تغيير الوضع القائم فيها، مستفيدة من تطورات الشمال السوري الساخنة، ومن ظروف دولية مستجدة أهمها ما يتسرب عن تفويض أمريكي للروس في شرق الفرات.
وبموازاة ذلك يروج النظام أنباء عن حوار وبوادر تفاهمات مع الإدارة الذاتية حول تسليم مناطق، وبأن لا حل أمامها سوى هذا الطريق في ظل الحديث عن عملية عسكرية تركية في حين نفت الإدارة الذاتية تلك الأنباء.
روسيا.. حضور فاعل
ورأى الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان أن المناورات العسكرية الروسية هي رسالة لقوات سوريا الديمقراطية وإلى أطراف إقليمية بأنها حاضرة في شرق الفرات كما في غربه وقال إن روسيا تعمل على تفكيك المشروع الانفصالي لقوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف أن روسيا تستثمر الانسحاب الأمريكي جزئيا من سوريا عسكريا وسياسيا والبقاء ضمن هامش محددة، وتفرض نفسها وسيطا أو ضامنا في سوريا، سواء بين الأطراف محليا أو بالنسبة للمسألة الإيرانية التي تتخوف من تهديداتها لدول المنطقة.
وقال علوان إن روسيا تحاول إيجاد تغيرات تتناسب مع الحالة الإقليمية والدولية واستثمار وجودها العسكري ضمن خطة متكاملة بتفاهمات مع الولايات المتحدة والخاسر الأكبر منها هو إيران ولهذا فإن أذرعها ضمن النظام تدفع باتجاه عدم تقديم أي تنازل.
ما يروجه النظام
ومن جهته يسعى النظام إلى استثمار الحالة الروسية المتزايدة شرق الفرات باتجاه الترويج لما يسميه بتفاهمات بين روسيا وقوات سوريا الديمقراطية حول تسليم مناطق لقوات النظام، وقالت صحيفة الوطن إن هناك تضاربا في الأنباء حول تلك المناطق وتضيف إن الأنظار تتجه إلى المشاورات المرتقبة التي سيجريها اليوم الثلاثاء في موسكو وفد من مجلس سورية الديمقراطية لاستشفاف سقف المطالب الكردية في مناطق شرق وغرب نهر الفرات.
وفي هذا الإطار رأى علي تمي المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي في سوريا أن ما تسربه مصادر النظام حول تسليم مناطق هو غير صحيح وهدفه الضغط على قوات سوريا الديمقراطية بهدف تقديم تنازلات.
ومن جانبه يؤكد إبراهيم برو عضو العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي وجود اتصالات وحوار بين الإدارة الذاتية شرق الفرات والنظام مشيرا إلى العلاقات الوطيدة التي تجمع النظام وتنظيم الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لتنظيم بي كي كي المصنف على قائمة الإرهاب.
ولا تبدو المناورات التي تجريها روسيا مع قوات النظام شرق الفرات استعراض قوة فحسب، بل تغطية عسكرية لمفاوضات تجريها مع مكونات المنطقة ولا سيما مجلس سوريا الديمقراطية التي من المقرر أن يلتقي وفد منها برئاسة إلهام أحمد، اليوم الثلاثاء مع المسؤولين الروس بهدف التوصل إلى تفاهمات حول شرق الفرات.
وكانت الأحمد زارت موسكو منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي، والتقت المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف دون أن يتم الإعلان عن اتفاق أو تفاهمات بين الجانبين.
كما زار العاصمة الروسية يوم الجمعة الماضية وفدًا من حركة جبهة السلام والحرية المعارضة، برئاسة زعيمها، أحمد الجربا والتقى وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف ورافق الجربا، كل من رئيس المجلس الوطني الكردي، سعود الملا، ورئيس المنظمة الديمقراطية الآثورية، داوود داوود.