النظام يتحدث عن نجاح روسيا بتبريد الشمال.. هل أثمرت مناوراتها العسكرية والسياسية عن حلول وسط؟
محللون: رواية النظام غير صحيحة وتركيا لن تقبل روسيا ضامناً للوحدات الكردية
تحركات روسية متسارعة في شمال سوريا وخارجها متعددة الأهداف غير أن الدوافع تكشف ضبابية المشهد ولا سيما ما يتعلق بالتوجه الإستراتيجي لروسيا من خلال وجودها العسكري في سوريا.
وما سربه النظام اليوم عن تنفيس الاحتقان في الشمال ليس بعيداً عن أهداف روسيا وأهدافه هو أيضا لجهة ما يقول إنه منع عملية عسكرية تركية من خلال حلول وسط أساسها إبعاد الوحدات الكردية عن الحدود وانتشار وحدات روسية بدلا عنها.
تشكيك برواية النظام
تسريبات النظام ليست بعيدة عن بروباغندا إعلامية هدفها الضغط على قوات سوريا الديمقراطية التي لم تنسحب سابقا من مواقعها بسبب الدعم الأمريكي كما يقول علي تمي المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي في سوريا، مستبعداً في الوقت نفسه أن تقبل تلك القوات بطروحات النظام وروسيا دون مزايا سياسية تتعلق بوجودها شرق الفرات.
ومن جانبه شكك الكاتب والصحفي المختص بالشأن التركي محمد نور فرهود برواية النظام حول التطورات، وقال إن المشاورات التي تقوم بها تركيا مع روسيا مستمرة ولا يوجد هناك تضارب كبير بين الجانبين مشيراً إلى أن الرئيس أردوغان كان أعلن أنه إذا لم تفلح المشاورات في تنفيذ الاتفاقيات، فإن المعركة قادمة.
تركيا لن تقبل بالحل الروس
وقال فرهود إن تركيا لن تقبل أن تحل الشرطة العسكرية الروسية وحدها بدل الوحدات الكردية ولا سيما في ضوء تجارب سابقة معها، وقد تقبل ربما تركيا بتسيير دوريات مشتركة.
وأضاف أن الضامن الحقيقي للوحدات الكردية هو الولايات المتحدة ولكن ما حصل هو أن لا الولايات المتحدة ولا روسيا استطاعت ضمانتها ولا سيما أنها لن تمتنع عن شن هجمات على الأراضي التركية أو المناطق الموجودة فيها.
روسيا تحولت إلى وسيط
ومن جانبه قال الباحث المختص بالشأن السوري محمد السكّري إن تركيا لديها فيتو على انتشار روسيا في المناطق التي تحدث النظام عنها، لافتا إلى أن الدور الروسي تحول في المدة الأخيرة من الراعي أو الوصي على النظام إلى وسيط بينه وبين الأطراف المحلية الأخرى.
وأضاف السكري أن الإدارة الذاتية تتحرك بين الفلكين الأمريكي والروسي وكلا الجانبين لا يرغبان بأن تتحرك تركيا في مناطق سيطرة الوحدات الكردية، والتسوية التي من الممكن أن تبعد تلك الوحدات عن الحدود هي بين روسيا وتركيا.
شرق الفرات بيد روسيا والولايات المتحدة
وقال السكري إن الروس هم من يسيطرون على ملف شرق الفرات باتفاق مع الولايات المتحدة ودور الإدارة الذاتية هو تجميلي أكثر منه عملي، مشيرا إلى روسيا ستبقي على هذه الإدارة في المنطقة في المدى المنظور.
تسريبات النظام
وبحسب صحيفة الوطن فإن مصادر مطلعة على ما يدور في دهاليز المفاوضات والوساطة الروسية لمنع تأزيم الوضع في مناطق شمال وشمال شرق سوريا أبلغتها أن الجهود الروسية لوقف تدهور الأوضاع في الشمال السوري إثر إعلان تركيا عزمها شن عملية عسكرية حققت تقدما مشيرة إلى أن هذه الجهود تركز على إيجاد حلول وسط
المصادر أضافت أن المبادرات الروسية تتجلى في إقناع قيادات المكون الكردي بسحب مقاتليهم من المواقع محل الخلاف مثل تل تمر وعين عيسى وربما منبج وعين العرب، مقابل تمركز الشرطة العسكرية الروسية فيها لتثبيت تهدئة مستدامة لحين نضج ظروف الحل المستدام
وتحدثت مصادر النظام بأنه مقابل جهود الوساطة لتفعيل الاتصال المباشر بين قوات النظام وقياديين من قوات سورية الديمقراطية تنتظر موسكو وصول وفد من مجلس سورية الديمقراطية برئاسة إلهام أحمد إليها غداً الثلاثاء لإجراء مشاورات على أمل التوصل إلى توافقات.