جبهات في سوريا قيد التسخين.. لماذا لم تتخذ القوى الكبرى قرار إنهاء الحرب حتى الآن؟
عضو في الائتلاف: القوى الكبرى لا تعمل سوى لمصالحها.. والسوريون دون سواهم من يرغبون بالحل السياسي
قد يكون مايحدث على الأرض السورية، صدى أو ترجمة لتصريحات القوى المتدخلة بالقضية السورية ولا سيما روسيا والولايات المتحدة التي يبدو أنها توقفت أو تلاشت الآن مع تسخين مناطق لا يزال مصيرها غير محسوم بعد، ولكن هذا التسخين قد يندرج في إطار تلك التصريحات طالما أن الحرب هي استمرار للسياسة بطريقة أو بأخرى.
وعلى عكس التصريحات المتعلقة بالعملية السياسية غير المجدية من أنها يجب أن تكون سورية سورية دون تدخل، فإن مايجري على الأرض هو بأيد أجنبية دون تدخل سوري، أو هو مشاركة بالتوكيل، ما يطرح سؤالا كبيراً لا يزال يتردد على لسان الأهالي لماذا لم تتخذ القوى الكبرى قراراً بإنهاء الحرب في سوريا حتى الآن؟
تفاهم أمريكي روسي
وفي ظل هذه التحركات وما سبقها من جانب روسيا والولايات المتحدة فإن محللين ومن بينهم مهند حافظ أوغلو يرجعونها إلى تفاهمات بين الجانبين، أما ماهية تلك التفاهمات فيقول مصطفى إدريس عضو مكتب رؤى للدراسات إنها ستظهر لا حقاً.
وقد تكون دوافع تلك التفاهمات رسم خريطة البلاد وفق مصالح القوتين الأعظم، ومشاريعهما في البلاد، ولكن كيف ومتى سترسم تفاهمات بين السوريين، هنا يبقى السؤال معلقاً دون إجابة حتى الآن؟
القوى غير السورية
د. زكريا ملاحفجي عضو الائتلاف الوطني السوري يرى أن السوريين هم وحدهم من يريد إنهاء الحرب في سوريا، أما جميع القوى الأخرى فهي ليست معنية سوى بمشاريعها.
وقال ملاحفجي إن بائعي الوهم من هذه القوى هم كثر فالجميع يتحدث عن حلول سياسية ولكن لا توجد لديه جدية، مشيرا إلى أن السوريين حين انتفضوا لم يكونوا يعولون على ذاك الطرف أو ذاك، وعليهم الخروج من المكان الذي وضعتهم فيه القوى الكبرى.
الحل ومشاريع القوى الكبرى
ورأى محمود نجار رئيس الأمانة العامة لإعلان سوريا للتغيير الوطني الديمقراطي أنه حين تنتهي القوى الكبرى مشاريعها فإنها ستتجه إلى الحل السياسي في سوريا، لافتاً بذلك إلى ماحدث في ليبيا حيث اتفقت تلك القوى على تشكيل حكومة وإجراء انتخابات بعد تفاهمات على تقاسم المصالح.
وتتواصل التحركات في الشمال السوري شرقه وغربه حيث تظهر الآلة العسكرية الروسية محركة للميدان وتجر خلفها قوات النظام وسوريا الديمقراطية، وتظهر معها آلة الولايات المتحدة تعزز حضورها من شرق الفرات إلى قاعدة التنف التي تغطي غارات إسرائيل ضد مواقع ميليشيات إيران، ويبقى السوريون بانتظار القوى الكبرى من الانتهاء من مشاريعها في بلادهم علّ قضيتهم تصل إلى حل سياسي.