الوحدات الكردية ترفع حصارها عن مربع النظام الأمني في القامشلي
تقارب ملحوظ بين الوحدات الكردية ونظام الأسد في شمال شرقي سوريا مؤخراً
رفعت الوحدات الكردية، الحصار الذي تفرضه منذ 5 شهور على مربع النظام الأمني في مدينة القامشلي، بريف الحسكة الشمالي، وذلك في تقارب ملحوظ بين الطرفين خلال الأيام الماضية، في مناطق شمال شرقي سوريا.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن مصادر محلية، أمس الخميس، أن الوحدات الكردية أنهت حصارها لمربع النظام الأمني في القامشلي، وأزالت حاجزي ” القوتلي” و”مدينة الشباب” من محيط المنطقة، وسط المدينة.
ويعتبر مربع النظام الأمني في القامشلي، المقر الرئيسي والوحيد لنظام الأسد وأجهزته الأمنية داخل المدينة.
وفي 20 نيسان الماضي، اندلعت مواجهات دامية بين الوحدات الكردية وميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام، في “حي طي” بالقامشلي، وانتهت بإخراج الأخيرة من الحي الذي كان يعد معقلاً رئيسياً لها في المدينة.
عقب ذلك، فرضت الوحدات الكردية حصاراً على مربع النظام الأمني، وفرضت قيوداً على دخول وخروج عناصر قوات النظام منه.
وشهدت الأيام القليلة الماضية تقارباً ملحوظاً بين “حزب الاتحاد الديمقراطي” -العمود الفقري لـ”قوات سوريا الديمقراطية”- ونظام الأسد وروسيا.
وأكد القيادي البارز في الحزب آلدار خليل، لقناة “روسيا اليوم”، الأربعاء، استعداد الحزب للحوار مع نظام الأسد دون شروط.
وجاءت تصريحات “خليل” بعد أيام من تصريحات القيادي في “حزب العمال الكردستاني” جميل بايك، غازل فيها نظام الأسد، حيث قال إنه سيعمل على حل الخلافات بين “الإدارة الذاتية” والنظام، بحكم “العلاقات التاريخية” بين الطرفين.
ونقلت صحيفة الوطن التابعة للنظام عن بايك قوله إنه “لا يمكننا أن نكون مناهضين للنظام أو ضده، وسبق أن أقمنا علاقاتنا على أساس المصلحة العامة للأكراد والأخوة الكردية العربية، الآن نريد أن نكون طرفاً في مثل هذه العلاقة”.
ميدانياً، تجلى التقارب بإجراء القوات الروسية وقوات نظام الأسد مناورات عسكرية، في ناحية تل تمر ومحيطها بريف الحسكة الشمالي، القريبة من نقاط التماس مع مناطق سيطرة “الجيش الوطني” في “نبع السلام”.
كما أجريت مناورات مماثلة بين القوات الروسية و”قوات سوريا الديمقراطية” بريف الحسكة، تزامناً مع تعزيز الأخيرة مواقعها القريبة من منطقة “نبع السلام”.
أيضاً، دخلت تعزيزات عسكرية ضخمة لقوات النظام إلى مناطق عدة تقع تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في أرياف الحسكة والرقة.
ويأتي التقارب بين الطرفين، في وقت تتواتر فيه الأنباء عن قرب انطلاق عملية عسكرية تركية مشتركة مع “الجيش الوطني”، تستهدف الوحدات الكردية شمالي سوريا.
وتعتبر أنقرة وحدات “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD) -التي تقود “قوات سوريا الديمقراطية”- الذراع السوري لـ”حزب العمال الكردستاني” (PKK) المصنف على لوائح الإرهاب التركية والأوروبية والأمريكية.