هل تدفع سخونة الشمال قوات سوريا الديمقراطية للتقرب أكثر من الروس والنظام؟

محللون: الاتصالات بين النظام وسوريا الديمقراطية لم تنقطع يوماً

تضاربت الأنباء حول انتشار قوات النظام وروسيا في مناطق شرق الفرات بموجب اتفاق بين نفي من قوات سوريا الديمقراطية وتأكيد من شبكات محلية، إلا أن ما تم تأكيده حتى الآن هو تعليق صور بشار الأسد وأعلام حزب البعث في منطقة تل رفعت والقرى المحيطة بها شمالي حلب.

أنباء انتشار قوات النظام جاءت في ضوء الحديث عن مفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية وسط مخاوف الأخيرة من تخلي الولايات المتحدة عن دعمها بحسب ما أوردته مصادر صحفية غربية قبل أيام، إلا أن اللافت كان إعلان البنتاغون أمس استمرار علاقة واشنطن مع تلك القوات على الرغم من تشديده على أن تلك العلاقة ترتكز بشكل خاص على الحرب ضد داعش.

مفاوضات على وقع متغيرات

وعلى وقع أنباء المفاوضات بين ما يسمى بالإدارة الذاتية والنظام جرت تحركات ميدانية شرق الفرات تؤكد وجود بعض التفاهمات بين الجانبين ولا سيما مع انتشار للنظام خصوصا في تل رفعت شمالي حلب التي شهدت مظاهرة قبل أيام رفع خلالها المتظاهرون صور بشار الأسد.

هذه المفاوضات لم ينفها مسؤولو الإدارة الذاتية ومن بينهم الدار خليل الذي قال لقناة روسيا اليوم لا بد أن يكون الحل مع النظام في دمشق وليس في جنيف أو غيرها.

وتحدثت صحفية الفايننشال تايمز قبل أيام بأن الولايات المتحدة تخلت عن قوات سوريا الديمقراطية، ولكن برز تطور لافت أمس بإعلان البنتاغون استمرار مهمة الولايات المتحدة والعلاقة مع قوات سوريا الديمقراطية.

البنتاغون وسوريا الديمقراطية

الموقف الأمريكي الذي حدد بأن العلاقة مرتكزة على محاربة داعش قد يشير إلى أنه ليس مرتبطا بما يجري من تطورات سياسية ولا سيما أن التغيرات تحكمها لغة المصالح كما يقول المحلل السياسي عبد الله زيزان

الحوار لم ينقطع

ورأى عضو الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري عن المجلس الكردي شلال كدو أن الحوار بين النظام ومجلس سوريا الديمقراطية لم ينقطع منذ أن سلم النظام المناطق الحدودية إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، وكلما تصاعدت الأزمة بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا أو المعارضة السورية لجأت تلك القوات إلى التقارب مع النظام أحيانا عبر الروس أو بشكل مباشر.

اللامركزية محض خيال

وقال كدو إن ما يتغنى به حزب الاتحاد الديمقراطي حول اللامركزية هو محض خيال لأن النظام لا يمكن أن يعطي أبسط الحقوق للسوريين بحكم تركيبته الإيديولوجية والطائفية، ولعل ما نراه في سوريا منذ 10 سنوات من ممارسات وحشية ضد السوريين هو بسبب مطالبتهم بجزء من حقوقهم.

وأضاف كدو أن دور ميليشيات الاتحاد الديمقراطي يتضاءل لأن دورها وظيفيا بداية لدى النظام وفي المراحل اللاحقة تحول إلى الولايات المتحدة والتحالف فهي ليست سوى ميليشيات تحت الطلب وعند انتفاء الحاجة إليها سوف يختفي دورها نهائيا.

البنتاغون تملص من العلاقة

وأضاف أن ما أعلنه البنتاغون عن استمرار العلاقة مع قوات سوريا الديمقراطية على أساس محاربة داعش هو تملص من أي منحى سياسي بين الجانبين، وهو ما أكده مسؤولون في الولايات المتحدة غير مرة، مشيرا إلى أنه حين اختفاء داعش عن الساحة سيختفي دور تلك القوات ونحن الآن في بداية النهاية.

وقال إنه في مستقبل سوريا لن يكون أي دور لقوات سوريا الديمقراطية أو الاتحاد الديمقراطي لأن هؤلاء غرباء عن سوريا شأنهم شأن ميليشيا حزب الله، وهم امتداد لحزب العمال الكردستاني الإرهابي.

سوريا الديمقراطية ليست جزءا من الثورة

وقال مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية زهير سالم إن هناك علاقات وطيدة بين عصابات البي كي كي المهيمنة على قوات سوريا الديمقراطية وبين النظام منذ ثمانينات القرن الماضي وهذه العصابات قامت بأعمال إرهابية كثيرة في تركيا وهي قريبة من بشار الأسد ولم تكن في يوم من الأيام جزءاً من الثورة.

وأضاف سالم أن هناك تنسيقا بين قوات سوريا الديمقراطية وبين النظام بحيث سيتم إجراء تعديلات على مطالبهم ويصبح العنوان حكم محلي بدل حكم ذاتي ويتم رفع علم النظام على المؤسسات.

تطورات شرق الفرات والشمال السوري الميدانية والسياسية قد تشكل إرهاصات لتغيرات كبرى ولكنها هل تبتعد عن أولويات مشاريع القوى الإقليمية والكبرى ؟

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى