بعد “كورونا..” “الفطر الأسود” ينتشر في مناطق سورية عدة

يواصل مرض الفطر المخاطي العفني (الفطر الأسود) الانتشار في سوريا، منذ أسابيع، بعد تسجيل حالات إصابة ووفاة، في مناطق مختلفة، ما تسبب بحالة ذعر واسعة بين الأهالي، من هذه الظاهرة الجديدة.

وسجّلت مناطق شمال غربي سوريا، 4 إصابات بمرض الفطر الأسود خلال شهر، بحسب ما أفاد مدير البرامج في وزارة الصحة بالحكومة السورية المؤقتة، الطبيب رامي كلزي، لراديو الكل، أمس الاثنين.

وقال كلزي إن الإصابات توزعت بين أعزاز والباب وعفرين ودارة عزّة، بريف حلب.

وأضاف أن مرض الفطر الأسود يظهر عند ذوي المناعة الضعيفة، وهو ليس مرضاً شائعاً، كما أنه ليس معدياً أيضاً.

وأوضح أن المرض يهاجم الأغشية المخاطية والجلد ويصيبها بالنخر والتموّت، ما يحول لونها إلى الأسود، مشيراً إلى أن الفطر موجود في جسم الإنسان بشكل طبيعي، لكنه يتحول إلى مرض عند ضعف المناعة.

ولفت إلى أن المرض لم يظهر إلا بعد انتشار فيروس كورونا، ونصح بأخذ الاحتياطات من الفيروس، لتجنب تلقي جرعات عالية من الكورتيزون، الذي يسبب ضعف المناعة.

ونصح أيضاً المرضى بتناول الغذاء الصحي، مشيراً إلى أهمية التنويع في تناول الطعام، وخصوصاً الخضروات، مؤكداً على أهمية تهوية الأماكن المغلقة.

وكان قد عزا مدير مستشفى المواساة الجامعي في دمشق، الطبيب عصام الأمين، لوكالة “سانا”، أول أمس، أسباب ازدياد حالات الفطر الأسود في المستشفى، خلال الموجة الرابعة لفيروس كورونا في سوريا، إلى زيادة عدد المضعفين مناعياً نتيجة الإصابة بكورونا، أو تناول الكورتيزون لعلاج حالاته الشديدة والحرجة والذي يثبط بدوره المناعة.

وقال إن المرض ينجم عن التعرض للفطريات المخاطية التي توجد عادة في التربة والنباتات والسماد الطبيعي والفواكه والخضراوات، ويصيب فقط المضعفين مناعياً مثل مرضى السكري والإيدز والقصور الكلوي.

وسجلت في مستشفى المواساة خلال الموجة الثالثة لفيروس كورونا 11 حالة فطر مخاطي فيما سجل خلال الموجة الرابعة 20 حالة دون تسجيل أي وفاة حتى الآن، بحسب “الأمين.

وأشار إلى أن علاج المصابين بالفطر الأسود، يحتاج إلى فريق عمل متكامل من أطباء الأنف والأذن والحنجرة، وفي حال امتداده إلى الدماغ يحتاج أطباء جراحة عصبية، مضيفاً أن هذه الحالات تستدعي أيضاً مقاربة دوائية للعلاج من قبل أطباء الإنتانية والمناعة.

وتسلل مرض الفطر الأسود إلى شمال شرقي سوريا أيضاً، حيث أفادت شبكات إخبارية محلية بوفاة شاب أول أمس الأحد، في بلدة سلوك قرب مدينة تل أبيض، بريف الرقة الشمالي، نتيجة إصابته بالفطر الأسود.

وتشهد القطاعات الطبية في عموم المناطق السورية ضعفاً في الإمكانيات المادية وقلة بالمعدات والتجهيزات الطبية، في ظل انتشار واسع لوباء كورونا، وعدم قدرة الجهات الصحية السيطرة عليه بشكل جيد.

شمال غربي سوريا – راديو الكل