العملية العسكرية التركية شمال سوريا بانتظار اتصالات ربع الساعة الأخيرة
محللون: التصريحات السياسية تختلف عن الأوضاع على الأرض
ازدادت المؤشرات حول قيام تركيا والجيش الوطني بعملية عسكرية شمال البلاد، ولا سيما بعد تأكيدات تركيا بأنها لن تتراجع عمايجب عمله ضد التنظيمات الإرهابية خارج الحدود بحسب ما أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم.
تصريحات الرئيس أردوغان جاءت بعد يوم من لقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن، فهل وصلت الاتصالات الدبلوماسية إلى طريق مسدودة؟
الاتصالات وصلت إلى طريق مسدودة
المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان رأى أن الاتصالات لم تؤد إلى نتائج في ظل مماطلة روسيا والولايات المتحدة في تنفيذ الاتفاقيات مع تركيا بخصوص إبعاد الوحدات الكردية عن الحدود ثلاثين كيلو مترا.
وأضاف أن روسيا تريد أن تنسحب تركيا بشكل كامل من سوريا، ولكن تركيا متمسكة بعدم إخلاء المنطقة حفاظا على أمنها القومي، مشيرا إلى أن الاستعدادات التركية تشير إلى أن العملية العسكرية قادمة.
التصريحات تسير بعكس الأوضاع
من جانبه رأى الكاتب والصحفي أحمد حسان أن هناك توافقا بين كل من تركيا والولايات المتحدة والتصريحات لا تعكس حقيقة الوضع إذ أنها موجهة للداخل أكثر منه، مستبعدا في الوقت نفسه أن تكون هناك عملية عسكرية تركية، إذ إن الوضع على الأرض لا يدل على حدوث مثل هذه العملية على عكس التصريحات.
وأضاف حسان أن تركيا تريد أن تنقل الوضع في سوريا من حالة مؤقتة إلى حالة تمهد لعملية سياسية، وفي نفس الوقت تعمل على تحسين أوراقها التفاوضية، لافتا إلى أنه لا يمكن أن تحدث تطورات دون توافق بين تركيا وروسيا والولايات المتحدة.
نقاط خلافية
والنقطة الخلافية الأساسية بين تركيا والولايات المتحدة هي استمرار دعم الولايات المتحدة لتنظيمات إرهابية في الشمال السوري بحسب ما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد لقائه نظيره الأمريكي جو بايدن في روما أمس.
وهذه النقطة تشير إلى عدم تفاهم الجانبين حول العملية العسكرية التي تحضر لها تركيا في شمال سوريا لإبعاد الوحدات الكردية عن الحدود بحسب اتفاقات سابقة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا، وهي العملية التي تقول تركيا إنها لن تتراجع عنها.
ومن جهة أخرى فقد أكدت الرئاسةُ التركية أن الرئيسين أردوغان وبايدن اتفقا على تشكيل آليةٍ مشتركة لتعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين، في حين أكد البيتُ الأبيض أنه تم بحث المسارَ السياسي في سوريا ما يعكس بحسب الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية ساميويل وربيرغ تركيز الولايات المتحدة على الملف السوري.
الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة على عناوين عريضة تتعلق بالمسار السياسي، قد لا يبدو كذلك على الأرض ولا سيما بالنسبة لتطورات الأوضاع شمال سوريا، ولكن عدم بدء تركيا بالعملية العسكرية قد يدل على أن الاتصالات الدبلوماسية بين تركيا والأطراف المعنية لا تزال مستمرة.