مناشدات لإدخال ألف مريض سوري بشكل عاجل إلى مستشفيات تركيا
نحو ألف مريض بحاجة للدخول إلى تركيا بشكل مباشر، لتلقي العلاج
أُطلقت أمس حملة إعلامية ونداءات استغاثة في شمال غربي سوريا، تدعو السلطات التركية لفتح الحدود أمام المئات من السوريين المرضى، للدخول إلى المستشفيات التركية وتلقي العلاج، بشكل عاجل، وذلك في وقت يعاني فيه القطاع الصحي بالمنطقة من وطأة الانتشار الواسع لفيروس كورونا.
وأطلق ناشطون سوريون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي حملت الوسم “#عالجوامرضىإدلب”، دعوا فيها لدعم المرضى بالحصول على حقهم الإنساني في تلقي العلاج.
وبحسب ما نشر القائمون على الحملة فإن نحو ألف مريض بحاجة للدخول إلى تركيا بشكل مباشر، لتلقي العلاج.
ومن بين هذا العدد، هناك 350 مريض سرطان، و400 من مرضى القلب، و250 من مرضى العيون والأعصاب.
وقال الناشط أحمد رحال أحد القائمين على الحملة، في مداخلة هاتفية مع راديو الكل، اليوم السبت، إن “الحملة جاءت نتيجة تواجد ألف مريض في المنطقة، بحاجة للاستجابة، لإجراء عمليات جراحية”.
ولفت إلى أنه “منذ فترة قصيرة، ألغت الحكومة السورية منح الكيملك للمرضى القادمين من إدلب، وتمنحهم بدلاً منها، وثيقة سائح، لا تمكن صاحبها من تلقي العلاج بشكل مجاني”.
وناشد “الرحّال” الحكومة التركية والمنظمات الإنسانية ومنظمات الأمم المتحدة، للالتفات إلى هؤلاء المرضى، خصوصاً الأطفال.
وتوفي طفلان مؤخراً بسبب فشل جهود إدخالهما إلى تركيا لتلقي العلاج، وفق ما أفاد الناشط.
بدوره، نشر “منسقو استجابة سوريا” اليوم بياناً، ناشد فيه الحكومة التركية، إعادة استقبال الحالات الطبية لتلقي العلاج ضمن المشافي التركية، مثمناً الجهود المبذولة من قبل الجانب التركي في استقبال الآلاف من الحالات الطبية سابقة على مدى السنوات الماضية.
وقال “منسقو الاستجابة” في البيان: “نتفهم موقف الجانب التركي بسبب الضغوط الكبيرة على المشافي التركية، إلا أن الأوضاع الطبية الحالية تتطلب اتخاذ موقف عاجل لمتابعة علاج الحالات الطبية الطارئة”.
ودعا البيان “كافة الجهات الدولية المعنية بالشأن السوري الاستجابة الفورية والعاجلة للاحتياجات الخاصة بالقطاع الطبي وتقديم الدعم العاجل له لتخفيف الضغط على المشافي التركية”.
وحذر البيان من “تزايد حالات الوفيات بين المرضى الذين يتطلب علاجهم معدات وأدوية نوعية غير متوفرة في المنطقة”.
وأكد “منسقو استجابة سوريا” أن “القطاع الطبي في الوقت الحالي يعاني من وضع كارثي، نتيجة إخراج عشرات المشافي والنقاط الطبية عن العمل، نتيجة استهداف قوات النظام وروسيا لها، وهي غير قادرة على التعامل مع الأمراض التي يتم تحويل المرضى فيها إلى تركيا”.
وأشار إلى سعيه إضافة إلى العديد من المنظمات والهيئات الإنسانية إلى “إيصال الواقع الفعلي
والحقيقي لواقع المنطقة، بغية تحقيق استجابة إنسانية فعالة للمدنيين في الشمال السوري”.
وكان قد أوضح المنسق الطبي في معبر باب الهوى، الدكتور بشير إسماعيل، لراديو الكل، الشهر الماضي ، أن مئات المرضى حرموا من العلاج المجاني، بعد إيقاف إدارة الهجرة بمعبر جيلفاكوز المقابر لمعبر باب الهوى، منح بطاقات “الكيملك” في 16 آب الفائت.
ومنحت إدارة المعبر وثيقة أُخرى للمرضى سميت بالوثيقة السياحية العلاجية، ومدتها شهر واحد فقط، يضطر بعدها المريض للعودة إلى سوريا مجدداً، لتجديدها والعودة مرة أُخرى لاستكمال علاجه في تركيا.
لكن المشكلة الحقيقية فيما يتعلق بهذه ببطاقة السياحة العلاجية بحسب الدكتور، هو أنها غير معتمدة أو غير مفعّلة حتى الآن في المستشفيات التركية، والنظام العلاجي التركي لا يستقبل المرضى دون “كيملك”.
ويقطن في تركيا قرابة 4 ملايين لاجئ سوري، يعاني كثير منهم من ظروفاً سيئة، في وقت تتعالى فيه الأصوات الداعية إلى ترحيلهم أو التضييق عليهم وسلب حقوقهم، من جانب أحزاب معارضة، وبعض الأوساط الشعبية.