توقف الدعم عن مشفى الرحمة بإدلب يهدد حياة مرضى الثلاسيميا
أثار خبر توقف الدعم عن قسم مرضى “الثلاسيميا” في مشفى الرحمة بإدلب مخاوف كثيرة لدى سليمان الدبسي، أبرزها مشقة التنقل وأجور العلاج وشراء الأدوية باهضة الثمن.
ويقول الدبسي نازح في مخيمات الساحل لراديو الكل، إن ابن شقيقته يعاني من مرض الثلاسيميا وبحاجة لعلاج مستمر، مضيفاً أنه ينقله كل 10 أيام إلى القسم المخصص لهذا المرض بمشفى الرحمة في بلدة دركوش ليعالج بشكل مجاني.
ويشير إلى أن المشفى تقدم العلاج والأدوية لمرضى الثلاسيميا مجاناً منذ سنة ونصف، مناشداً المنظمات المعنية في الشأن الطبي للنظر إلى حال المرضى وتقدّم الدعم المادي واللوجستي للأقسام التي تعالجهم.
حسين الويس نازح في مخيم قادمون أب لثلاثة أطفال مصابين بمرض الثلاسيميا يبين لراديو الكل، أنه يذهب إلى قسم العلاج في مشفى الرحمة مصطحبًا أطفاله الثلاثة كل 10 أيّام لتزويدهم بالدم، والأدوية المجانية التي يعجز عن شرائها نتيجة غلاء ثمنها.
الطبيب أحمد غندور مدير مشفى الرحمة يوضح لراديو الكل، أن المشفى تستقبل شهرياً 120 مصاباً بمرض الثلاسيميا جلهم من الأطفال يُقدم لهم العلاج عبر عيادات الدم عن طريق طبيب اختصاصي بأمراض الدم فضلًا عن إجراء التحاليل الدموية، والاستقصاءات الشعاعية، والايكو، ونقل الدم إضافة إلى الأدوية المتوفرة التي تُساعد المرضى على تخفيف الحديد الزائد في أجسادهم قبل أن يترسب في أجزاء مختلفة منه.
ويلفت غندور إلى أن مرضى الثلاسيميا يواجهون ظروفًا صحية صعبة بسبب توقف الدعم عن القسم ونقص الأدوية اللازمة لعلاجهم، مؤكدًا أن “التأخير في تأمين الأدوية للقسم يؤدي إلى تفاقم حالة المرضى، ويُسبب لهم قصور في القلب والكبد وصولًا إلى الوفاة.
ويبين غندور أن أكثر من 90% من مرضى الثلاسيميا غير قادرين على تحمّل أعباء العلاج وتأمين احتياجاتهم المتكررة من نقل الدم، علاوة عن الصعوبات التي يواجهها المرضى بالتنقل من مسكنهم إلى مكان علاجهم وتأمين الأدوية اللازمة كـ (الأكس جيت) الذي يصل سعره إلى 25 دولارًا أمريكيًا.
وتابع: قسم الثلاسيميا يحتاج إلى كلفة تشغيلية تُقدر بنحو 10 آلاف دولار أمريكي شهريًا، ما بين الديزل والتحاليل المخبرية والأدوية، منوهًا أن استمرار توقف الدعم عن القسم سوف يؤدي إلى إغلاق أبوابه أمام مئات الحالات.
وأدى إيقاف دعم بعض مؤسسات القطاع الطبي في مُحافظة إدلب إلى تفاقم الوضع الصحي لدى المرضى لاسيما المُصابون بمرض الثلاسيميا وحاجتهم الدائمة إلى العلاج وسط صعوبة إدارة الأقسام الطبية في تأمين الأدوية ووصولها إلى الحد الأدنى من تغطية احتياجاتهم، وهذا ما يؤدي إلى كارثة إنسانية بحقهم.
ويعجز سليمان الدبسي عن نقل ابن شقيقته إلى مشافي أخرى مأجورة نظراً لسوء وضعه المادي والمعيشي، في حال استمر إيقاف الدعم عن مرضى الثلاسيميا في المشفى وأغلقت أبوابها.