أنباء عن ضوء أخضر أمريكي .. هل تبدأ تركيا والجيش الوطني عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية؟
محللون: التفاهمات حول الشمال معلقة أمريكياً وروسياً.. والعملية مرتبطة بنتائج قمة أردوغان ـ بايدن
سخونة في الشمال، وتكثيف الجيش الوطني والجيش التركي القصف على مواقع سوريا الديمقراطية شرق الفرات وغربه، وتحليق لطيران الاستطلاع والمسير التركي، وحديث في الصحافة التركية عن تجهيز 35 ألف عسكري للمشاركة في عملية عسكرية، في ظل أنباء عن ضوء أخضر أمريكي لتركيا لمتابعة قوات سوريا الديمقراطية ورصد تحركاتها.
تفاهمات معلقة أمريكياً وروسياً
وترتبط تركيا مع كل من روسيا والولايات المتحدة بتفاهمات حول سحب عناصر الوحدات الكردية من الشريط الحدودي بشكل كامل إلى عمق 30 كيلومترًا إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت.
وتؤكد تركيا أنه ما لم يلتزم الجانبان بالتفاهمات فإنها ستفرضها بنفسها على الأرض على غرار عمليات سابقة طردت من خلالها تنظيمات إرهابية، فهل يتكرر المشهد ؟
هذه التطورات تأتي في ضوء تقارير صحفية تركية تحدثت عن تجهيز أكثر من 35 ألف عسكري استعدادا لشن عملية عسكرية محتملة ضد التنظيمات الإرهابية، إلا أن الكاتب والصحفي التركي هشام جوناي لا يراها وشيكة على الأقل في الوقت الراهن.
ضوء أمريكي أخضر
وازدادت حركة المسيرات التركية في الشمال السوري، مع تعزيزات للجيش الوطني وقصف لمواقع قوات سوريا الديمقراطية أرجعه النقيب رشيد حوراني الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية إلى حصول تركيا على ضوء أخضر أمريكي لملاحقة قادة تلك القوات.
ما أعلنه حوراني تحدث عنه أيضا مصدر لموقع باسنيوز وصفه بالقريب مما يسمى بالإدارة الذاتية، وعزا السبب في ذلك إلى رفض قيادات تنظيم بي كي كي / ي ب د الابتعاد عن الحدود السورية التركية.
وأيضا استبعد الباحث ومدير المنتدى الثقافي العربي في إسطنبول د. سمير العبدالله أن تكون تطورات الساعات الماضية إرهاصات لعملية عسكرية ..
عمليات محدودة
وقال الأكاديمي والباحث السياسي مهند حافظ أوغلو إن التعزيزات التركية هي رسالة سياسية واضحة ، لكنه من الصعب أن تقوم بعملية عسكرية كبيرة بشكل مباشر، والبداية يرجح أن تكون من خلال عمليات نوعية للقوات الخاصة التي باتت موجودة بالمنطقة بكثافة وإن احتاجت التطورات فإن تركيا ستقوم بعملية كبيرة.
واستبعد مهند حافظ أوغلو أن يكون هناك ضوء أخضر من الولايات المتحدة وقال إن تركيا بالأساس لا تنتظر مثل هذا الموقف من الولايات المتحدة التي لا تزال تدعم قوات سوريا الديمقراطية، مشيرا إلى أن تركيا لديها حساباتها الخاصة.
ورأى حافظ أوغلو أن الولايات المتحدة تريد أن تسلم الملف السوري إلى روسيا، ومن ضمن هذا الملف التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية، وقال إنه من هنا يأتي موقف تركيا المتمثل بمنع تشكيل كيان لهذه القوات في الشمال السوري.
ضمان الأمن الاستراتيجي
ورأى الكاتب والمحلل السياسي محمود عثمان أن تدخل تركيا في سوريا بالأساس هدفه تأمين أمنها الاستراتيجي، وقال إنه في المدة الأخيرة كان هناك استهداف مستمر من مناطق قوات سوريا الديمقراطية للمناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش الوطني المدعوم من القوات التركية.
وأضاف أن عدم التزام روسيا والولايات المتحدة بالتفاهمات يجعل تركيا في حالة قلق على أمنها الاستراتيجي، لافتاً إلى أنه لا يمكن للدول انتظار الأجواء السياسية المناسبة لحماية أمنها الاستراتيجي، ولكن من الممكن أن تكون هناك مراعاة لبعض الظروف، وتركيا ستتحدد أجندتها بناء على نتائج قمة أردوغان ـ بايدن.
تطورات الساعات الأخيرة في الشمال وما ستحمله من تداعيات تبقى رهن لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأمريكي جو بايدن الأسبوع المقبل، إذ لا توحي الظروف المحيطة بحدوث عملية عسكرية كبيرة قبل ذلك اللقاء وأيضا بالنظر للأوضاع التركية.