حشود دبلوماسية في جنيف وتطورات ميدانية متسارعة في سوريا هل بدأ الحل السياسي؟
محللون: من المبكر الحديث عن البدء في الحل السياسي، والتوجه الدولي هو لإعادة تعويم النظام
وفود للدول المعنية أو المتدخلة بالقضية السورية، وصلت تباعا إلى جنيف التي تنعقد فيها اجتماعات الجولة السادسة للجنة صياغة الدستور، وكان آخر الواصلين المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتيف وقبله نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إيثان غولدريتش.
حراك دبلوماسي في جنيف
وتوجهت الأنظار خلال الساعات القليلة الماضية إلى جنيف التي تشهد مناقشات لأوراق تدخل في صلب مواد الدستور قدمها وفدا المعارضة والمجتمع المدني إلى اجتماعات لجنة صياغة الدستور في ظل وجود وفود الدول الفاعلة بالقضية السورية مايعكس اهتماما دوليا في إحراز تقدم في عمل اللجنة بحسب ما أعلنه رئيس وفد المعارضة هادي البحرة الذي أضاف أنه تم مناقشة عدة أوراق تتعلق بسيادة الدولة، وسيادة القانون، ودور الجيش والقوات المسلحة والأمن والمخابرات
وأضاف البحرة أن معظم مندوبي الدول موجودون في هذه الاجتماعات، على مستوى ممثلي وزارات الخارجية وممثلين خاصين إلى سورية، هناك اهتمام بأعمال اللجنة الدستورية السورية، وانتظار لما ستتمخض عنه هذه الجولة، فإما ستثبت هذه الدورة اهتمام كافة الأطراف بأنهم جادون في التوصل إلى صياغة مشروع الدستور أو أنهم يضيعون الوقت ولا يُنتجون شيئاً.
البحرة: لا نستطيع الحكم على جدية الأطراف
وقال البحرة : الآن لا نستطيع أن نحكم على جدية كافة الأطراف، سننتظر إلى الجلسة الأخيرة يوم الجمعة، حيث ستتضح نوايا كل طرف والجهد الذي بذله سواء للتفاهم أو لإضاعة الوقت.
وعلى هامش اجتماعات اللجنة الدستورية ناقش نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إيثان غولدريتش مع كل من رئيس هيئة التفاوض أنس العبدة ورئيس الائتلاف الوطني سالم المسلط سبل الدفع باتجاه حل سياسي وفقاً لما ذكرت صفحة “السفارة الأمريكية في دمشق”.
لافرنتيف متفائل
ومن جانبه أبدى المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتيف تفاؤلاً إزاء التوصل لاتفاقات محددة بخصوص الدستور، وقال في مؤتمر صحفي في جنيف، إن جميع المندوبين في اللجنة الدستورية السورية لديهم النية للتوصل إلى اتفاق”.
وأشار إلى أن الوفد الروسي الذي سيحضر اجتماعات الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة يعتزم عقد اجتماعات مع شركائه في “مسار أستانا”، (تركيا وإيران)، على هامش الاجتماعات.
ورقة الجيش تؤدي لانقسام
ومن جانبها قالت ميس كريدي، عضو وفد المجتمع المدني إن ورقة الجيش التي قدمتها المعارضة من شأنها أن تؤدي إلى انقسام بين جماعة تؤمن بقدسية الجيش وجماعة تحاول بكل طريقة إدانة الجيش”.
وميدانيا وجه النظام الأنظار نحو دمشق التي شهدت تفجيرا، بنى عليه النظام مواقف سياسية تجاوزت حجمه، واستجدت وزارة خارجيته من دول العالم التنديد به بينما تعرضت قاعدة التنف لهجوم، كذلك صعد النظام باتجاه إدلب مستغلا التفجير كما اتصل بشار الأسد بولي عهد الإمارات، مسجلا نقطة باتجاه التطبيع العربي.
اهتمام دولي ولكن..
وقال المحلل السياسي نبيل شبيب إن هناك اهتماما دوليا ولكنه ليس في مصلحة السوريين بل لمصلحة الموجة التي بدأت بالظهور على مستوى عربي ودولي باتجاه إعادة تعويم النظام ، مشيرا إلى أن روسيا تحاول أن تظهر أنها تمارس ضغوط للتغطية على مساعيها في تأهيل النظام.
وأضاف شبيب أن المشكلة ليست في الدستور بل في تطبيقه وما لم تغيير الواقع السياسي فإن الأوضاع ستبقى على ماهي عليه، وقال إن الجيش في سوريا هو من يحكم البلاد منذ عقود، والنظام لا يمكن أن يقدم أي تنازل في هذا الإطار.
من المبكر الحديث عن حل سياسي
واستبعد مصطفى إدريس عضو مركز رؤى للدراسات والأبحاث السياسية حدوث تقدم في الجولة السادسة للجنة صياغة الدستور، وقال إنه من المبكر الحديث عن بدء حل سياسي والتحركات السياسية هدفها إعادة تأهيل النظام.
وأضاف أن ما يطرح من أوراق خلال اجتماعات لجنة صياغة الدستور حول الجيش وسيادة الدولة والقانون لا قيمة له، مشيرا إلى أن التحركات في جنيف ليست مهمة أيضا فقد كان هناك أوسع منها بكثير سواء في جنيف أو غيرها ولم يؤدِ إلى نتائج.
التحركات بلا نتائج
ورأى المحلل السياسي د. غزوان عدي أنه من الصعب الحديث عن البدء بحل سياسي وقال إن مايحدث هو تحركات دبلوماسية بلا نتائج، والأطراف الإقليمية والدولية تريد أن تبقى سوريا بحالة ضعف.
وقال د.عدي إن النظام غير جدي بالانخراط في العملية السياسية ووجوده في جنيف هو من أجل إضاعة الوقت في حين أن النظام الروسي يستخدم سوريا ورقة تفاوض مع القوى الكبرى للحصول على مكاسب في مناطق أخرى.
ويطرح التعويل على إحداث تقدم في الجولة السادسة سؤالا فيما إذا باتت الظروف مهيأة لمثل هكذا تقدم، وما إذا كانت القوى المتدخلة بالقضية السورية أنجزت مشاريعها في سوريا؟